الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا **
بالديار المصرية الوظائف الديوانية وهي على طبقتين: الطبقة الأولى أرباب التقاليد في قطع الثلثين ممن يكتب له الجناب العالي وفيها وظيفتان الوظيفة الأولى الوزارة إذا كان متوليها من أرباب الأقلام كما هو الغالب وقد تقدم في الكلام على ترتيب وظائف الديار المصرية نقلاً عن مسالك الأبصار أن ربها ثاني السلطان لو أنصف وعرف حقه إلاأنها لما حدثت عليها النيابة تأخرت وقعد بها مكانها حتى صار المتحدث فيها كناظر المال لايتعدى الحديث فيه ولايتسع له في التصرف بجريان الأحوال في الولاية والعزل. وقد تقدم ذكر ألقابه مستوفاةً في الكلام على مقدمة الولايات في الطرف الأول من هذا الفصل والكلام على طرة تقليده في الكلام على التقاليد. وهذه نسخة تقليد بالوزارة كتب لها للصاحب بهاء الدين بن حنا من إنشاء القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر وهي: الحمد لله الذي وهب لهذه الدولة القاهرة من لدنه ولياً وجعل مكان سرها وشد أزرها عليا ورضي لها من لم يزل عند ربه مرضيا. نحمده على لطفه الذي أمسى بنا حفيا ونشكره على أن جعل دولتنا جنةً أورث تدبيرها من عباده من كان تقياً ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نسبح بها بكرة وعشيا ونصلي على سيدنا محمد الذي آتاه الله الكتاب وجعله نبيا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاةً نتبع بها صراطاً سويا. وبعد فإن أولى ماتنغمت ألسنة الأقلام بتلاوة سوره وتنعمت أفواه المحابر بالاستداد لتسطير سيره وتناجت الكرام الكاتبون بشكر مجمله ومفصله وتناشدت الرواة بحسن لسنه وترنمت الحداة بطيب غزله وتهادت الأقاليم تحف معجله ومؤجله وعنت وجوه المهارق لصعود كلمه الطيب ورفع صالح عمله - ماكان فيه شكر لنعمةٍ تمنها على الدولة سعادة جدودها وحظوظها وإفادة مصونها ومحفوظها وإرادة مرموقها بحسن الاستيداع وملحوظها وحمد لمنحةٍ أفاءتها بركات أحسنت للمملكة الشريفة مآلاً وقربت لها منالاً وأصلحت لها أحوالاً وكاثرت مدد البحر فكلما أجرى ذاك ماءً أجرت هي مالاً وإن ضنت السحب أنشأت هي سحبا وإن قيل - بشح سيحنا -: رونق الأرض ذهب عوضت عنه ذهبا كم لها في الوجود من كرم وكرامة وفي الوجوه من وسوم ووسامة كم أحيت مهجاً وكم جعلت للدولة من أمرها مخرجاً وكم وسعت أملاً وكم تركت صدر الحزن سهلاً وكم تركت صدر الخزائن ضيقاً حرجاً كم استخدمت جيش تهجد في بطن الليل وجيش جهادٍ على ظهور الخيل وكم أنفقت في واقفٍ في قلب بين صفوف الحروب وفي واقفٍ في صفوف المساجد من أصحاب القلوب كم سبيل يسرت وسعود كثرت وكم مخاوف أدبرت حين درت وكم آثارٍ في البلاد والعباد آثرت وأثرت وكم وافت ووفت وكم كفت وكفت وكم أعفت وعفت وعفت وكم بها موازين للأولياء ثقلت وموازين للأعداء خفت كم أجرت من وقوف وكم عرفت بمعروف كم بيوت عبادةٍ صاحب هذه البركات هو محرابها وسماء جودٍ هو سحابها ومدينة علم هو بابها تثني الليالي على تغليسه إلى المساجد في الحنادس والأيام على تهجيره لعيادة الفقراء وحضور الجنائز وزيادة القبور الدوارس يكتن تحت جناح عدله الظاعن والمقيم وتشكر مباره يثرب وزمزم مكة والحطيم كم عمت سنن تفقداته ونوافله وكم مرت صدقاته بالوادي - فسح الله في مدته - فأثنت عليه رماله وبالنادي فأثنت عليه أرامله مازار الشام إلا أغناه ومن منة المطر ولاصحب سلطانه في سفر إلا قال: نعم الصاحب في السفر والحضر. ولما كان المنفرد بهذه البركات هو واحد الوجود ومن لايشاركه في الزوايا شريك وإن الليالي بإيجاد مثله غير ولود وهو الذي لو لم نسمه قال سامع هذه المناقب: هذا الموصوف عند اله وعند خلقه معروف وهذا الممدوح بأكثر من هذه الممادح والمحامد من ربه ممدوح وممنوح وهذا المنعوت بذلك قد نعتته بأكثر من هذه النعوت الملائكة وإنما نذكر نعوته التذاذا فلا يعتقد خاطب ولاكاتب أنه وفى جلالته بعض حقها فإنه أشرف من هذا وإذا كان لابد للممادح أن تجول وللقلم أن يقول فتلك بركات المجلس العالي الصاحبي السيدي الورعي الزاهدي العابدي الواليد الذخري الكفيلي الممهدي المشيدي العوني القوامي النظامي الأفضلي الأشرفي العالمي العادلي البهائي سيد الوزراء في العالمين كهف العابدين ملجأ الصالحين شرف الأولياء المتقين مدبر الدول سداد الثغور صلاح الممالك قدوة الملوك والسلاطين يمين أمير المؤمنين علي محمد: أدام الله جلاله. من تشرف الأقاليم بحياطة قلمه المبارك والتقاليد بتجديد تنفيذه الذي لايساهم فيه ولايشارك فما جدد منها إنما هو بمثابة آيات فتردد أو بمنزلة سجلات في كل حين بها يحكم وفيها يشهد حتى تتناقل ثبوته الأيام والليالي ولايخلو جيد دولة من أنه يكون الحالي بما له من فاخر اللآلي. فلذلك خرج الأمر العالي - لابرح يكسب بهاء الدين المحمدي أتم الأنوار ولابرحت مراسمه تزهو من قلم منفذه بذي الفقر وذي الفقار - أن يضمن هذا التقليد الشريف بالوزارة التامة العامة الشاملة الكاملة: من المآثر الشريفة الصاحبية البهائية أحسن التضمين وأن ينشر منها مايتلقى رايته كل رب سيف وقلم باليمين وأن يعلم كافة الناس ومن تضمه طاعة هذه الدولة وملكها وسلكها من ملك وأمير وكل مدينةٍ ذات منبر وسرير وكل واحد جمعته الأقاليم من نواب سلطنة وذي طاعةٍ مذعنة وأصحاب عقد وحل وظعنٍ وحل وذي جنود وحشود ورافعي أعلامٍ وبنود وكل راعٍ ورعية وكل من ينظر في الأمور الشرعية وكل صاحب علم وتدريس وتهليل وتقديس وكل من يدخل في حكم هذه الدولة الغلبة في شموسها المضيئة وبدورها المنيرة وشهبها الثاقبة في الممالك المصرية والنوبية والساحيلة والكركية والشوبكية والشامية والحلبية ومايتداخل بين ذلك من ثغور وحصون وممالك - أن القلم المبارك الصاحبي البهائي في جميع هذه الممالك مبسوط وأمر تدبيرها به منوط ورعاية شفقته لها تحوط وله النظر في أحوالها وأموالها وإليه أمر قوانينها ودواوينها وكتابها وحسابها ومراتبها ورواتبها وتصريفها ومصروفها وإليه التولية والصرف وإلى تقدمه البدل والنعت والتوكيد والعطف فهو صاحب الرتبة التي لايحلها سواه وسوى من هو مرتضيه من السادة الوزراء بنيه وماسمينا غيره وغيرهم بالصحوبية فليحذر من يخاطب غيره وغيرهم بها أو يسميه فكما كان والدنا الشهيد رحمه الله يخاطبه بالوالد قد خاطبناه بذلك وخطبناه وماعدلنا عن ذلك بل عدلنا لأنه ما ظلم من أشبه أباه فمنزلته لاتسامى ولاتسام ومكانته لاترامى ولاترام فمن قدح في سيادته من حساده زناد قدحٍ أحرق بشرر شره ومن ركب إلى جلالته ثبج سوء أغرق في بحره ومن فتل لسعادته حبل كيدٍ فإنما فتله مبرمه لنحره فلتلزم الألسنة والأقلام والأقدام في خدمته أحسن الآداب وليقل المترددون: حطة إذا دخلوا الباب ولايغرنهم فرط تواضعه لدينه وتقواه فمن تأدب معه تأدب معنا ومن تأدب معنا تأدب مع الله. وليتل هذا التقليد على رؤوس الأشهاد وتنسخ نسخته حتى ننماقلها الأمصار والبلاد فهو حجتنا على من سمناه خصوصاً ومن يدخل في ذلك بطريق العموم فليعلموا فيه بالنص والقياس والاستنباط والمفهوم والله يزيد المجلس الصاحبي الزيري البهائي سيد الوزراء من فضله ويبقيه لغاب هذه الدولة يصونه لشبله كما صانه لأسده من قبله ويمتع بنيته الصالحة التي يحسن بها - إن شاء الله - نماء الفرع كما حسن نماء أصله بمنه وكرمه وهذه نسخة تقليد بالوزراة كتب به للصاحب تاج الدين محمد بن فخر الدين ابن الصاحب بهاء الدين علي بن حنا في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وستمائة من إنشاء المولى شهاب الدين محمودٍ الحلبي تغمده الله برحمته وهي: الحمد لله مكمل الوزارة بطلعة تاجها ومشرف قدرها بمن تشرق عليها أشعة سعده إشراق الكواكب على أبراجها ورافع لواء مجدها بمن تلقته بعد الجفاء في حلل سرورها وحلي ابتهاجها وتحلت بعد العطل من جواهر مفاخره بما تتزين عقود السعود بازدواجها وترفل من انتسابها إلى أبهة بهائه بما يود ذهب الأصيل لو امتزج بسلوك انتساجها لذي شيد قواعد هذه المرتبة السنية في أيامنا وجددها وبعث لها على فترة من الأكفاء من حسم الأدواء فكان مسيحها وشرع المعدلة فكان محمدها وردها بحكم الاستحقاق إلى من لايختلف في أنه صاحبها ورجعها إلى من خطبته لنفسها بعد أن أحجمم لشرف قدرها خاطبها. نحمده على أن شد أزر ملكنا بأكرم وزير وأيمن مشير وأجل من ينتهي إلى بيت كريم وحسبٍ صمصم ومن إذا قال لسان ملكنا: أما بعد فإن أولى من خطبت بحمده الأقلام وافتتحت به الدولة التي ابتسمت بنسيمها ثغور الأيام وودت مسكة الليل لو مازجت أنفاسه وأمل بياض النهار لو أخذ من غير سمة عوض الورق قرطاسه وتحاشدت النجوم لتنتسق في سلك معانيه وطارت بذكره في الآفاق أنباء السعود وحكمت الجدود بأنه في اقتبال إقباله نهاية الآباء وغاية الجدود وافترت به ثغور الممالك عن أحسن الدر النضيد وسرت بذكره رفاق الآفاق ففي كل مادٍ منادٍ وفي كل بر بريد واختالت به أعطاف الدولة القاهرة فأوت من الرأي السديد إلى كل ركنٍ شديد ونطق به العدل والحق فخرس الظلم ومايبديء الباطل ومايعيد وجرت به أقدار ذوي الرتب على أجما مناهجها فأما العدل فيقربون نجياً وأما أهل الظلم فأولئك ينادون من مكانٍ بعيد وبدت به وجوه المصالح سافرةً بعد الحجاب بارزةً بعد طول الانتقال إلى الانتقاب داخلةً بوفود المحامد من كل باب إلا الظلم فإنه بحمد الله قد سد ذلك الباب. وأقر منصب الوزارة الشريفة أنا أعدنا به الحق إلى نصابه ورددناه إلى من هو أولى به بعد اغتصابه وألبسناه من بهجة أيامنا تاجاً رد عليه عزاً لاتطمع يد الذهب في انتزاعه عنه ولااستلابه وتقليده لمن يود الفرقد لو عقد به إكليله ويتمنى الطرف لو أدرك غاية مجده وإن رجع وهو حسير البصر كليله وتفويض ذلك إلى من كان له وهو في يد غيره ومن به وببيته تمهدت قواعده فما كان فيه من خير فهو من سيرتهم وماكان من شر فمن قبل المقصر من عثارهم في سيره وماأحدث فيه من ظلم فهو منه براء إذ إثم ذلك على من اجترأ عليه وماأجري به من معروف فإلى طريقهم منسوب وإن تلبس منه بما لم يعط من نسب إليه وماخلا منهم هذا الدست الكريم إلا وهم بالأولوية في صدره الجلوس ولاتصدى غيرهم لتعاطيه إلا وأقبلت عليه في أيامه الجسوم وعلية النفوس. ولذلك لما كانت هذه الدولة القاهرة مفتتحةً بالبركات أيامها ماضية بكف الظلم ونشر العدل سيوفها وأقلامها مستهلةً بالأرزاق سحب فضلها التي لايقلع غمامها - اقتضت الآراء الشريفة اختيار خير صاحبٍ يعين على الحق بآرائه ويجمل الدست ببهجته وروائه ويجري الأرزاق بوجهٍ لو تأمله امرؤ ظامىء الجوانح لارتوى من مائه وكان المجلس العالي الصاحبي الوزيري الجوانح لارتوى من مائه وكان المجلس العالي الصاحبي الوزيري التاجي: أدام الله تعالى نعمته ورحم سلفه هو المخطوب لفضله والمطلوب لهذا الدست الذي تعين له دون الأكفاء وإن لم يكن غير أهله من أهله ومازال يتشوف إليه تشوف البروج إلى نجوم السعود ويتطلع إلى محياه الذي هو كنور الشمس في الدنو وكمحلها في الصعود ومازالت الأدعية الصالحة ترتفع في أيامه لمالك عصره والآراء تقام منها جنود لتأييده وحشود لنصره والأموال تحمل منها إلى خزانته بأشبه بموج البحر في الحضر دون حصره. فلذلك رسم بالأمر الشريف - ضاعف الله مواهبه العميمة وكمل جلال دولته بتفويض أمورها إلى ذوي الأصول العريقة والبيوت القديمة - أن تحلى منه هذه الرتبة العليه بما حلى به الدين وتعقد له راية فضلها المتين ليتلقاها شرقاً وغرباً وبعداً وقرباً وبراً وبحراً وشاماً ومصراً ويحلى حلاه علم وعلو وسيف وقلم ومنبر وسرير ومأمور وأمير. فليتلق أمره بالطاعة كل مؤتمر بأمرنا الشريف جارٍ في طاعتنا المفروضة بين بيان التقليد وعنان التصريف وليبادر إلى تدبير أمور الأقاليم بأقلامه المباركة ويمض القواعد على ماتراه آراؤه المنزهة عن المنازعة في الأمر والمشاركة ولينشر كلمة العدل التي أمر الله بإضافة الإحسان إليها ويمت بدع الظلم فإن الله يشكره على تلك الأمانة ويحمده عليها ويسهل رزق الصدقات ووظائف القربات فإن ذلك من أجل ماقدمته الطائفة الصالحة بين يديها وليكثر بذلك جنود الليل فإنها لاتطيش سهامها ويتوق من محارتها بظلم فإنه لايداوى بالرقى سمامها وليعوذ بتمائم التيسير مواهبنا فإن تمام النعمة تمائمها وليطلق قلمه في البسط والقبض وليعد بتدبيره على هذا المنصب الشريف بهجته ويتدارك بآرائه ذماءه وبدوائه مهجته ويصن عن شوائب الظلم حرمته ويخلص ذمتنا من المآثم وذمته وليعلم أن أمور المملكة الشريفة منوطة بآرائه وأحكامه مضبوطة بأقواله وأقلامه فليجعل فكره مرآة تجلو عليه صورها ويقم آراءه صحفاً تتلو لديه سورها ويأمر النواب بما يراه من مصالحنا ليلبوه ساميعن ويسهر جفنه في مصالح البلاد والعباد لترقد الرعايا في مهاد الأمن وادعين ويعضد الشريعة المطهرة بتنفيذ أحكامها وإعلاء أعلامها وإظهار أنوارها وإقامة مارفعه الله من منارها ولايعدل في أمور مباشرتها بالممالك الشريفة عن آرائه ولايمضي فيها عزلاً ولاولايةً إلا بعد تتبعه الواجب في ذلك واستقرائه وهو أعلم بما يجب لهذه الرتبة من قواعد إليه يرجع في أوضاعها وعليه يعول في اصطلاحها لانفرادها فيه واجتماعها فليفعل في ذلك ماهو عليه بحسن الثناء جدير وليعتصم بالله في أموره فإنه نعم المولى ونعم النصير إن شاء الله تعالى. وهذه نسخة تقليد بالوزراة كتب به للصاحب ضياء الدين بالاستمرار على الوزارة من إنشاء الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي: الحمد لله الذي شد أزر ملكنا الشريف بمن أضاء في أفق الدين علمه وشيد قواعد عدلنا المنيف بمن أعلت منار الحق آياته في أحكام الممالك وحلمه ووطد أركان دولتنا القاهرة بمن يفعل في نكاية أعداء الله فعل الحرب العوان سلمه وأجرى الأرزاق في أيامنا الزاهرة على يد من كفت أقلامه كف الحوادث فلا عدوان تغشى ظلمه ولاعادٍ يخشى ظلمه وصان ممالكنا المحروسة بآراء من إن صرف إلى نكاية أعداء الله حد يراعه لم ينب موقعه ولم يعف كلمه وإن صرفه في حماية ثغر لم يشم برقه ولم يدق بالوهم ظلمه وإن حمى جانب إقليم عز على الأيام ثل عروش ماحماه وشمه وإن أرهفه لذب عن دين الله راعت عدو الدين منه يقظته وسله عليه حلمه. نحمده على نعمه التي زانت أسنى مناصب الدنيا في أيامنا الزاهرة بضياء الدين وأعلت أقدار الرتب العليا بتصرفها بآراء من أصبح علمه علماً للمتقين وعمله سنناً للمقتدين وفجرت ينابيع الأرزاق في دولتنا القاهرة بيد من أغنى بيدنا المعتفين وقمع بمهابتنا المعتدين. ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادةً أعاد يمنها على سمع المنابر من نعوتنا مافقد وأطفأ إعلانها عن حملتها لهب العناد وقد وقد وفوض اعتناؤنا بمصالح أهلها أمورهم إللى أكمل من انتقى لنا التأييد من ذخائر العلماء وأفضل من انتقد ونشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أقامنا الله للذب عن أمته وجلا بنور جهادنا لأعدائه عن قلب كل مؤمن ماأظله من غمه وران عليه من غمته وعضدنا من أئمة ملته بمن أردنا مصالح العباد والبلاد في إلقاء كل أمر إليه بأزمته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين منهم من فاز بسبقه وحاز بتصديقه قدم صدقه واختصه الله بمؤازرة نبيه دون من اجتباه من خلقه ومنهم من كان الشيطان ينكب عن طرقه ونطق من الصواب بما نزل الذكر الحكيم على وفقه وسمي الفاروق لتمييزه بين الحق والباطل وفرقه ومنهم من قابل المعتدين برفقة وقتل شهيداً على حقه وكانت ملائكة الرحمن تستحيي من خلقه الكريم وكرم خلقه ومنهم من طلع لامع نور الإيمان من أفقه وكان سيفه من كل ملحد في دين الله بمثابة قلادة عنقه وطلق الدنيا تورعاً عنها وبيده مفاتيح مابسط الله للأمة من رزقه صلاةً يقيم الإيمان فرضها ويملآ بها الإيقان طول البسيطة وعرضها وتزين كواكب ومواكب نصرها سماء الدنيا وأرضها وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد فإن أولى من رقمت لأعطاف فضله حلل الكلام ونظمت لأجياد ذكره فوائد المعاني المستخرجة من بحار الفكر على ألسنة الأقلام ووشحت التقاليد من مناقبه بما هو أحسن من اتساق الدراري على هالات البدور وجلي على المسامع مفاخره بما هو أبهى من النور في العيون وأحلى من الأمن في القلوب وأوقع من الشفاء في الصدور وأطلع في أفق الطروس من أوصافه شمس أسفر بانواع العلوم ضياؤها وأنشئت في أثناء السطور من نعت مآثره سحب إذا أسفر بأنواع العلوم ضياؤها وأنشئت في أثناء السطور من نعت مآثره سحب إذا قابلتها وجوه الحيا سترها بحمرة البرق حياؤها وأودعت المهارق من ذكر خلاله لطفاً يود ذهب الأصيل لو ناب عن أنفاسها ومنحت صدور المعاني من معاليه طرفاً تتمنى الرياض العواطر لو تلقت عن أنفاسها - من سمت الوزارة باستقرارها منه في معدن الفضائل واتسمت منه بالصاحب الذي أعادت أيامه مافقد من محاسن الأوائل وابتسمت من علومه بالعلامة الذي تتفرع من أحكامه أحكام الفروع وتتفجر من تواقيعه عيون المسائل واتصفت من معدلته بالمنصف الذي هجر في أيامه هجير الحيف والظلم فالأوقات في أيامه المباركة كلها أسحار وأصائل وابتهجت من إنصافه بالعادل الذل سهل على ذوي المطالب حجاب بابه فلا يحتاج أن يطرق بالشفاعات ولا أن يستفتح بالوسائل وأشرقت من مفاخره بالكامل الذي حسنت به حلل الثناء فكأنها ابتسام ثغور النور في أثناء الخمائل فالعدل في أيامه كالإحسان شامل والمعروف بأقلامه كالسحب المتكفلة بري الأرض الهامل والظلم والإنصاف مفترقان منه بين العدم والوجود فلا يرى بهذا آمراً ولايرد عن هذا آمل قد أعطى دست الوزراة الشريفة حقه: فالأقدار بآياته مرفوعة والمضار بمعدلته مدفوعة وكلمة المظلوم بإنصاف إنصاته مسموعة وأسباب الخيرات بحسن نيته لنيته الحسنة مجموعة والأقاليم بكلاءة أقلامه محوطة وأحوال المملكة بآرائه المشتملة على مصالحها منوطة والثغور بحسن تفقده مفترة المباسم مصونة بإزاحة الأعذار عن مر الرياح النواسم آهلة النواحي بموالاة الحمول التي لاتزال عيسها بإدامة السرى دامية المناسم والبلاد بما نشرت أقلامه من العدل معمورة والرعايا بما بسطت يد إحسانه من الإحسان مغمورة وأرباب التصرف بما تقتضيه أقلامه عن الحيف منهية وبالرفق مأمورة والأيدي بالأدعية الصالحة لأيامنا الزاهرة مرتفعة والرعية لتقلبها في مهاد الأمن والدعة بالعيش منتفعة وبيوت الأموال آهلة على كثرة الإنفاق والغلال متواصلة مع التوفر على عمارة البلاد والحمول متوالية مع أمن من صدرت عنهم على مافي أيديهم من الطوارف والتلاد والأمور بالتيقظ لها على سعة الممالك مضبوطة والنفوس بالأمن على ماهي عليه من التملي بالنعم مغبوطة والمناصب مصونة بأكفائها والمراتب آهلة بالأعيان الذين تنبهت لهم في أيامه عيون الحظ بعد إغفائها ومجالس آهلة بالأعيان الذين تنبهت لهم في أيامه عيون الحظ بعد إغفائها ومجالس المعدلة حالية بأحكام سيرته المنصفة ومواطن العلم عالية بما يملي فيها من فوائده التي أتعب ألسنة الأقلام مافيها من صفة. ولما كان الجناب العالي الصاحبي الوزيري الضيائي وزير الممالك الشريفة هو الذي كرمت به مناسبها وعظمت بالانتماء إليه مناصبها وتحلت بعلمه معاطفها ونزلت على حكم حلمه عوارف برها العميمة وعواطفها وزهت بجواهر فضائله أجيادها واستوت في ملابس حلل المسرة أيامها الزاهية وأعيادها وأنارت بمعدلته ليليها وأشرقت بالانتظام في سخاب إيالته للآليها فكم من أقاليم صان قلمه أموالها وممالك حلى عدله أحوالها وبلاد أعان تدبيره السحب على ريها وأعمال أبان عن استغنائها بتأثيره عن منة الحيا حسن مسموعها ومرئيها وأرزاقٍ أدرها ورزق أجراها على قواعد الإحسان وأقرها وجهات بر أعان واقفيها عليها وأسباب خيرٍ جعل أيامنا بإدامة فتحها السابقة إليها وقدم سعاية أزالها وأزلها وكلمة حادثةٍ أذالها وأذلها ووجوه مضرة ردها بيد المعدلة وصدها وأبواب ظلم لاطاقة للرعية بسلوكها أغلقها بيمنى يمنه وسدها فدأبه أن يسدد إلى مقاتل العدا باتخاذ اليد عند الفقراء سهام الليل التي لاتصدها الدروع وأن يجدد لأوليائنا من عوارف آلائنا أخلاف بر تروي الآمال وهي حافلة الضروع - اقتضت آراؤنا الشريفة أن نزين بمجده غرر التقاليد ونجدد إليه في أمور وزارتنا الشريفة إلقاء المقاليد وأن نوشي الطروس من أوصافه بما يجدد على أعطافها الحبر ونردد على ألسنة الأقاليم من نعوته لاتمل المسامع إيارد الخبر منه بعد الخبر. فلذلك رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الفلاني - لازال الدين في أيامه الشريفة مشرقاً ضياؤه آهلةً باعتلائه مرابع الوجود وأحياؤه ممدودةً على الأمة ظلاله الوارفة وأفياؤه - أن يجدد هذا التقليد باستقرار تجديداً لايبلي الدهر حلله ولاتقوض الأيام حلله بل يشرق في أفق الممالك إشراق النجوم الثوابت ويتفرع في مصالح الملك تفرع الأفنان الناشئة في الأصول النوابت وتختال به مناصب الدولة القاهرة في أسنى ملابسها وتضيء به مواطن العلوم إضاءة صباحه المصباح في يد قابسها وتسترفع لنا به الأدعية الصالحة من كل لسان وتجتلي به لأيامنا الزاهرة من كل أفق وجوه الشكر الحسان. فلتجر أقلامه في صالح النوابت وتختال به مناصب الدولة القاهرة في أسنى ملابسها وتضيء به مواطن العلوم إضاءة صباحة المصباح في يد قابسها وتسترفع لنا به الأدعية الصالحة من كل لسان وتجتلى به لأيامنا الزاهرة من كل أفق وجوه الشكر الحسان. فلتجر أقلامه في مصالح دولتنا على أفضل عادتها ويرسلها في نشر العدل على سجيتها وفي إجراء الجود على جادتها ويكف بها أكف الحوداث فإنما تزال أسباب الظلم بحسم مادتها ولينطقها في مصالح الأموال بما تظل له مسامع الحمول مصغية ويطلقها في عمارة البلاد بما تغدو له ألسنة الخصب حافظةً ولما عداه ملغية وكذلك الخزائن التي هي معاقل الإسلام وحصونه وحماه الذي لايبتذل بغير أمرنا الشريف في مصالح الملك والملة مصونة فليجعلها بتدبيره كالبحار التي لاتنقص بكثرة الوارد جماحها ولا تنزحها السحب لكثرة ماتحمل إلى الآفاق غمامها ولتكن كلمة العدل من أهم ما تفتتح به مجالسه وآكد مايؤمر به محاضرة من الأولياء ومجالسه وأزكى ما يستجيد به لاستثمار الدعاء الصالح مغارسه وأوثق مايحوط به حمى الملك الذي إذا عفا جفن عينه كان حارسه وأول ماينبغي أن ينافس عليه حاضر ديته وغائبه وأولى مايعد على إهماله نكاله ويعد على إقامته رغائبه. وليلاحظ من مصالح كل إقليم ماكأنه ينظر إليه بعين قلبه ويمثل صورته في مرآة ليه فيقر كل أمر على مايراه من سداده ويقرر حال كمل ثغر على يحصل به المراد في سداده فيغدو لأعذاره بموالاة الحمول إليه مزيجاً ويمسي بسد خلله لخواطر أهل الكفر متعباً ولخواطرنا الشريفة مريحاً وينظر في أحوال من به من الجند والرجال بما يؤكد الطاعة عليهم ويجدد الاستطاعة لديهم ويزيل أعذارهم واعتذارهمبوثوب حقوقهم إليهم ويوفرهم على إعداد الأهبة للأعداء أذا أتوهم من فورهم ويكفهم بإدار الأرزاق عليهم عن اعتدائهم على الرعايا وجورهم ويتفقد من أحوال مباشريها وولاة الحكم والتحكم فيها مايعملون به أن مناقشهم على الأمور اليسيرة ن والهفوات التي يرونها قلقلة وهي بالنسبة إلى كثرة الرعايا كثيرة ويتعاهد أمور الرتب الدينية فلا تؤخذ مناصبها بالمناسب ولاتغدو أوقافها المعدة لاكتساب العلوم في المكاسب بل يتعين أن يرتاد لها العلماء الأعيان حيث حلوا ويقرر في رتبها الأئمة الأكفاء وإلا اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فضلوا وأضلوا. ولتكن أقلامه على كل ماجرت به العوائد في ذلك محتوية وأيامه على أكمل القواعد في ذلك وغيره منطوية فما ثم شيء من قواعد الوزارة الشريفة خارج عن حكمه فليكتب يمتثل وليقل في مصالح دولتنا القاهرة يكن قوله أمضى من الظبا وأسرى من الصبا وأسير من المثل فلا تمضى في ذلك ولاية ولاعزل ولا منع ولابذل ولاعقد ولاحل إلا وهو معدوق بآرائه متوقف على تنفيذه وإمضائه متلقى مايقرر فيه من تلقائه وفي الاكتفاء بسيرته مايغني عن إطرائه إن شاء الله تعالى. وهذه نسخة تقليد بالوزارة: الحمد لله الذي شد لدولتنا القاهرة باصطفاء أشرف الوزراء أزراً وخص أيامنا الزاهرة باجتباء من حماها عدله أن تضع أو تحمل وزراً وأفاض إنعامنا على من طلع في أفق خدمتنا هلالاً واستقل بحسن السير والسيرة بدراً وضاعف إحساننا لمن لانرفعه إلى رتبة شرف إلا وكان أجل الأكفاء على ذلك قدرةً وقدراً وجمل ملكنا بمن إذا افتخرت الدول ببعض مناقبه كفاها ذلك جلالاً وفخراً وإذا ادخرت تدبيره وبذلت ماعداه فحسبها ماأبقته وقايةٍ للملك وذخراً وبسط عدلنا في الأقاليم بيد من حين أمرنا القلم بتقليده ذلك سجد في الطرس شكراً وافتتح بحمد الله يذكر النعمة به على آلائه إن في ذلك لذكرى وأخذ في وصف دجرر مفاخره نحمده حمد من والى إلى أوليائه مواد النعم وأضفى على أصفيائه ملابس الكرم وحفظ لمن أخلص في طاعته معارف معروفه التي هي في أهل النهى ذمم ونبه لمصالح رعاياه من عم عدله وإن لم يغف عن ملاحظة أمورهم ولم ينم. ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادةً نعلنها ونعليها ونرخص أرواح جاحديها ونغليها ونوالي النعم على المتمسك بها ونوليها ونقرب بيمنها رتب الأولياء من إحساننا وندنيها ونجدد لهم بتأييدها ملابس المنن نظهر عليهم آثار النعم السنية فيها ونرفعهم بحسن عنايتنا إلى أشرف غايةٍ كانوا يسرون أهليتهم لها والله يبديها ونشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أقامنا لنصر دينه فقمنا به كما أمر وأبقى على أيامنا حكم أيامه فاستمر الحال على ما سبقت به دعوته من تأييد الدين بعمر وخصنا ممن ينتمي إلى أصحابه بأجل صاحبٍ ينوب عن شمس عدلنا في محو ظلمة الظلم مناب القمر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الزهر الغرر وسلم تسليماً كثيراً. وبعد فإن أولى من اختيرت جواهر الكلام لرصف مفاخره وانتخبت غرر المعاني لوصف آثاره في مصالح الإسلام ومآثره وقامت خطباء الأقلام على منابر الأنامل بشيرةً بيمن أيامه وتطلعت مقل الكواكب مشيرةً إلى ماأقبل على الأقاليم من إقباله وسحت سحب أقلامه وتبرجت زهر النجوم لينتظم في عقود مناقبه سعودها وتأرجت أرجاء المهارق إذ تبلج من ليلٍ عن فجرٍ عمودها وسارت به أنباء السعود والقلم الناطق بذكره وهو المحلق الميمون طائره والطرس الموشع بشكره وهو المخلق الذي تملأ الدنيا بشائره - من استخلصته الدولة القاهرة لنفسها فتملاها عيناً وسر بها قلباً واختصته بخواصها الشريفة فرحب بها صدراً ولياها لباً وكلف بمؤازرتها بذاتها حتى قيل: " هذه تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً " وأحلته من وزارتها الشريفة بالمكان الأسنى والحرم الحرير وأثنت على فضله الأسمى بلسان والحرم الحرير وأثنت على فضله الأسمى بلسان الكرم البسيط الوجيز واعتمدت في أمور رعاياهاعلى مافيه من عدل وورع لاينكر وجودهما من مثله وهو في الحقيقة عمر بن عبد العزيز وأدنته عنايتنا منا لما فيه من فضل عميم وحسب صميم ونسبٍ حديث مجده قديم وأصالة إذا افتخرت يوماً تميم وحسب صميم ونسب حديث مجده قديم وأصالة إذا افتخرت يوماً تميم بقومها قالت أين تميمك من جده صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغرسته لنفسها وطال ذلك الغرس وطاب الثمر واعتضدت بتدبيره فكان له عند أطراف العوالي في مكانه الأعز أظرف سمر ووثقت بما فيه من عدل ومعرفة لاينكر من نحا الصواب اجتماعهما في عمر واشتقت بمزيد قربنا فأمسى في خدمتنا جليلاً وأصبح خليلاً ورعت له ماقد تم من تدبير أتى عليه بنفسه وسدادٍ ظهرت مزية كل يومٍ منه على أمسى وسعي جميل مابرح في مصالح الإسلام رائحاً وغادياً واجتهادٍ في أمور أهل الجهاد مابرح يدأب فيه علماً بما أعد الله لمن جهز غازياً ودان له من حسن ملاحظته الأمور ماليس للوصف به من قبل وتأملت ما يكشف له على البعد من المصالح التي يأمر بالصواب فيها وكيف لا وعمر الذي شاهد السرية على البعد من سارية الجبل وأيقنت ببسط العدل في الرعايا إذ هو مؤتمر والعادل آمر وتحققت عمارة البلاد على يديه لأن عمر بحكم العدل عند الحقيقة عامر. ولذلك لما كان المجلس العالي الفخري - ضاعف الله نعمته - هو الذي قربته طاعتنا نجياً ورفعته ولايتنا مكاناً علياً وحقق له اجتهاده في مصالح الإسلام الأمل من رضانا وكان عند ربه مرضياً وأخلص في خدمة دولتنا الشريفة فاتخذته لخاص الأمور وعادتها صفياً وأظهر مابطن من جميل اجتهاده فجعلته لمصالح الملك وزيراً وصاحباً وولياً وأنجزت منه لتدبير أمور الممالك ماكان الزمن به ماطلاً وأجرت على يده التي هي ملية بتصريف الأرزاق مالا يبرح غمامه هاطلاً وقلدته رعاية الأمور وأمور الرعايا علماً أنه لايترك لله حقاً ولايأخذ باطلاً وقلدت جيده بأسنى حلى هذه الرتبة الجليلة وإن لم يكن منها بحكم قربه منا عاطلاً ورفعت له لواء عدل مازال له بالمنى في أيمنا الشريفة حاملاً وكملت له ببلوغ الغاية من أفق العلو رفعة قدره ومازال المؤهل للكمال باعتبار مايؤول إليه كاملاً ونوهت بذكره وماكان لظهور مخايل هذا المنصب الجليل عليه في وقتٍ خاملاً ونظلرت الرعايا فما عدلت بهم عن بر رفيق وصاحبٍ شفيق ووزير عمري السيرة ماسلك طريقاً إلا وعدل شيطان الظلم عن ذلك الطريق وكان هذا المنصب الجليل غايةً مدار الممالك عليها وقبلةً توجه وجوه أهل الطاعة فيما يفاض عليهم من نعمنا إليها وهو الذي يتدرع صاحبه من أنواع الطاعات لبوساً ويعالج من أدواء المهام مابغير عزائمه لايوسى ويتردد في المخالصة والمناصحة من مالك أمره بمنزلة هارون من موسى - اقتضت آراؤنا الشريفة أن نفوض ذلك إلى من نهض في طاعتنا الشريفة بما يجب وعلمنا تحرزه لدينه ولنافيما يأتي ويجتنب ومن تزاد به مع فخره أيامنا الشريفة فخراً ويصبح له مع ماله من الجلالة في نفسه رتب جلالة أخرى. ولهذا رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الفلاني: - لازال يصرف الأقدار بيمين أيامه وبشرف الأقدار ببره وإنعامه ويدر على الأولياء وابل جوده الذي تخجل الديم من دوامه - أن تفوض إليه الوزارة الشريفة الكاملة على جميع الممالك الإسلامية: شرقاً وغرباً وبعداً وقرباً وبراً وبحراً وشاماً ومصراً على أجمل القواعد في ذلك وأكملها وأسنى الفوائد وأفضلها وأتم الأحوال التي يستغنى بمجملها عن مفصلها. فليعط هذه الرتبة من جلالته حظاً كانت من إبطائه على وجل ويجار الغمائم بوابل إنعامنا الذي يعلم به أن حمرة البرق في أثنائه خجل ويطلق قلمه في مصالح الدولة القاهرة بسطاً وقبضاً وإبراماً ونقضاً وتدبيراً يعين النيل والغمام على تتبع المحل ماوجد كل منهما أرضاً ويعمل آراءه المباركة تدبيراً للمناجح وتدريباً وتقريراً للقواعد وتقريباً ونظراً يجعل لكل عملٍ من ملاحظته نصيباً وفكراً يحاسب به على حقوق الله وحقوق خلقه فإن الله هو المناقش على ذلك ويبدأ بالعدل الذي رسم الله به وبالإحسان في ملكنا الشريف ويخفف - مع الجمع بين المثالح - عن خلق الله الوطأة فإن الإنسان ضعيف وينجزلأولياء دولتنا مواد الأرزاق فإن سيف المنع الذي نحاشي أيامنا عن تجريده أقل نكايةً من التسويف ويمنع الولاة من ظلم الرعايا باعتبار أحوالهم دون أقوالهم فإن منهم من يدعي العدل ويجور ويظهر الرفق ويحيف وليتتبع أدواء المحل تتبع طبيبٍ خبير ويصرف الأمور بجميل تدبيره فإن البركة معدوقة بحسن التدبير ويستقبل ري البلاد - إن شاء الله تعالى - بسداد حزم يغتفر به هذا القليل لذلك الكثير ويستخلف بالرفق والعدل أضعاف مافات في أمسه فإن ذلك على الله يسير وليهتم ببيوت الأموال فيوالي إتيان الحمول إليها من أبوابها ويضاعف بها الحواصل التي لايطلع بغير حسن التدبير على أسبابها فإنها معادن الذخائر وموارد الرجال وإذا أعد منها جبالاً شوامخ تلا إنفاقنا في سبيل الله: وكذلك الخزائن التي هي معاقل الإسلام وحصونه وحماه الذي لايبتذل بغير أمرنا الشريف في مصالح الملك والملة مصونة فيجعلها بتدبيره الجميل كالبحار التي لاتنقص بكثرة الوراد جمامها ولاتنزحها السحب على كثرة ما تحمل إلى الآفاق غمامها وليلاحظ من مصالح كل إقليم بما تمثله له على البعد أفكاره ويأمر في أحوال من به من الجند بما يؤكد الطاعة عليهم ويجدد الاستطاعة لديهم ويزيح أعذارهم واعتذارهم بوصول حقوقهم إليهم ويوفرهم على إعداد الأهبة للأعداء إذا أتوهم من فورهم ويكفهم بإدرار الأرزاق عليهم عن اعتدائهم على الرعايا وجورهم ويجعل ثغور كل جانب - بتيسير محصولها وتثمير ذخائرها التي هي من موارد رجالها - مصفحة بالصفاح مشرقةً بأسنى الرماح مسدودةً من جهة العدو عنها مسالك الرياح ويتفقد من أحوال مباشريه وولاة الحكم والتحكم فيه مايعلمون به أنه مناقشهم على الأمور اليسير والهفوات التي يرونها قليلةً وهي بالنسبة إلى كثرة الرعايا كثيرة والأحوال التي إذا عددها الكتاب عليهم قالوا: " ياويلتنا مالهذا الكتاب لايغادر صغيرةً ولاكبيرةً ويتعاهد أمور الرتب الدينية فلا تؤخذ مناصبها بالمناسب ولاتعد رزقها المعدة لاكتساب العلم في المكاسب بل يتعين أن يرتاد لذلك العلماء الأعلام حيث حلوا ويقرر في مراتبها الأكفاء وإلا اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فضلوا وأضلوا وقد جعلنا أمره في ذلك جميعه من أمرنا فليقل يمتثل وينشر كلمة عدلنا التي يسير بطريقتها المثلى المثل ولاتمضى ولاية ولاعزل ولامنع ولابذل ولاعقد ولاحل إلا وهو معدوق بآرائه متلقى من تلقائه متوقف على تنفيذه وإمضائه وقد اختصرنا الوصايا اكتفاء بما فيه من حسن الشيم واقتصرنا على ذكر بعض المزايا إذ مثله لايدل على صواب ولايزاد مافيه من كرم لكن تقوى الله أولى ماذكر به من لم يزل لربه ذاكراً وأحق ماشكر على التوفيق من لم يبرح له به شاكراً والله يزيد قدره اعتلاء ويضاعف للدولة الشريفة احتفالاً بشكره واعتناءً. وهذه نسخة تقليد بالوزارة الحمد لله الذي شد أزر الملك من الوزراء بالمكين الأمين وأشرك في أمر ملكه من هو على صلاح الجمهور خير معين وألقى مقاليد حسن تدبيره لمن دلت عليه بركة الاستخارة وصوب أمر دقيقه وجليله لمن هو لجميل الثناء المعنى وإليه ببنان الاجتباء الإشارة وناول كتابها لمن هو أحق بتحمل أعبائه ورقى منصبها لمن لاشبهة بأنه الحقيق باستعلائه وناول قلم إعطائها ومنعها لواضع الإشارة في محليها وعدق تثمير أموالها بمن لايأخذها بمقتضى يبديه إلا من حلها. نحمده على حسن إلهامه وشريف إفهامه ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة عبدٍ مخلصٍ في أدائها محق في إعادتها وإبدائها ونشهد أن محمداً عبده ورسوله خير من هو بالحق مبعوث وبالصدق منعوت صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاةً لاتزال مستمرةً في كل وقت موقوت وسلم تسليماً كثيراً. وبعد فإن يد الوزارة هي اليد الباسطة فيما قل وجل والمتحكمة فيما عدق بالملك من كل عقد وحل والموقوف عند إشارة بنانها وإليها التحكم في كل إعطاء ومنع وتفريقٍ وجمع وعزلٍ وولاية ونهاية كل نهي وأمر ومالها من غاية وربها من الملك كالروح الباصرة من العين واللسان المعبر عن كل زين وشين وحسبه أنه في المحل من ذات اليمين ومن مكانة التمكن في الحرز الحصين ولهذا لايؤهل لها إلا من انعقد على سؤدده الإجماع وانقطعت دون لحاق شرفه الأطماع وتأصل في فخارها وتفرع وقام بفروض كفاية كفالتها وتطوع وسار حديث مناقبه في الآفاق وجاء بالاختبار بالوفاق وحسن صورةً وعنى وتعددت مناقبه فدلت على أه الفرد إذا اتسقت عقوده مثنى مثنى وكان المجلس العالي الفلاني رب حوزتها وسريرها وروح بصر مرتمق هذه المحامد وإليه أمر مصيرها والذي حكمت له السيادة بمنالها وحكمته وأوضحت بأصالتها وجه الصواب في اختياره لها وأحكمته وقد حاز من متفرق لوازمها ماتفرق فيمن سواه وحوى من أدواتها مادل على أن الله خلقه فسواه إن قال فالصواب موكل بمنطقه أو صمت فعظم مهابته قائم مقامه بجميل الخلق لاتخلقه قد جمع إلى التواضع فرط المهابة وإلى الابتداء بالمعروف حسن الإجابة إن ذكرت الصدارة فهو مالك زمامها أو الرياسة فهو غرة لثامها أو الكفالة فهو مصرف عنانها أو الوزارة فهو عين أعيانها لم تزل رتبتها متشوقةً لحلوله ممهدة لشريف تأهيله. ولما تحلى منها بهذه الحلى وسار حديث ملاءته بتخويلها في الملا وتلا لسان القلم سور هذه المحاسن وتلا الثاني بالأول منها إذا تلا رسم بالأمر العالي - أمتعه الله بما وهبه من حسن مؤازرته وشد عضد مملكته بالإمتاع بربح حسن معاملته لله وله ولمتاجرته - أن تفوض الوزارة المفخمة المكرمة المبجلة المعظمة للمشار إليه: تفويضاً عاماً للقريب من مصالحها والبعيد والطارف والتليد والمقيم والنازح والغادي والرائح والسانح والبارح والباغم والصادح. فليباشر مافوض إليه منها مباشرة مثله لمثلها وليعطها من نيله مناسب نيلها وليأخذ أمرها بكلتا يديه وليعرها جانباً من احتفاله ليظهر عليها آثار سؤدده كما ظهر شريف تخويلها عليه وليطلق فيها لسان نهيه وأمره وليعمل في مصالحها صالح فكره فقد عدقت به مهامها: جليلها وحقيرها وقليلها وكثيرها وأميرها ومأمورها وخليلها وضريرها وناعقها وناعبها وكاسيها وكاسبها ودانيها وقاصيها وطائعها وعاصيها ومستقبلها وحالها وماضيها وواليها وقاضيها ثقة بتمام تدبيره وحميد تأثيره وأنه إن حكم فصل وإن قطع أو وصل كان الحزم فيما قطع ووصل إذ هو الوزير الذي قد صرف عن عمل الأوزار وسار إلا أنه في كل منهج سار تقطر السيادة من معاطفه وتجني ثمر المنى من أغصان قلمه يد قاطفه لاشيء يخرج عن حكمه ولامصلحة تعزب عن علمه فولاية الحكام معدوقة بإشارته موقوفة على مايثبته ببليغ عبارته. ومع جلالة قدره لايحتاج إلى التأكيد في الأموال واستدرار أخلافها والرعايا جانبها إذ هي الأم الحنونة بتجنب عقوقها والخزائن فهو أدرى بما يجب من تضييق صدرها بالمناقيص عن الانشراح والاهتمام بحواصل تشريفها المستجلبة إفاضة ملابسها قلب من غدا وراح وثم دقائق هو أدرى بمالها من طرائق وحقائق هو أعرف إذ كان فيها الفاتق الراتق فهو - أجله الله - غني عن تفصيلها وذهنه أشرف عن الوصايا المندوبة لتوصيلها والله تعالى يقدر له وبه الخير ويتمتع بحسن تدبيره المقرون بجميل السريرة والسير والخط الشرف أعلاه حجة بمقتضاه إن شاء الله تعالى. وهذه وصية وزير أوردها في التعريف وهي: يوصى بتقوى الله فإنه عليه رقيب وإليه أقرب من كل قريب فليجعله أمامه وليطلب منه لكل ماشرع فيه تمامه وليجل رأيه في كل ماتشد به الدولة أزرها وتسند إليه ظهرها وليجعل العدل أصلاً يبني على أسه والعمل في أموره كلها لسلطانه لالنفسه وليدع منه الغرض جانباً وحظ النفس الذي لايبدو إلا من العدو ليصدق من دعاه صاحباً وليبصر كيف يثمر الأموال من جهاتها وكيف يخلص بيوت الأموال بالاقتصار على الدراهم الحلال من شبهاتها وليتنزه مطاعم العساكر المنصورة عن أكل الحرام فإنه لايسمن ولايغني من جوع ولايرى به من العين إلا مايحرم الهجوع وليحذر من هذا فإن المفاجىء به كالمخاتل وليتجنب إطعام الجند منه فإن آكل الدراهم الحرام مايقاتل وليحسن كيف يولي ويعزل ويسمن ويهزل وعليه بالكفاة الأمناء تجنب الخونة وإن كانوا ذوي غناء وإياه والعاجز ومن لو رأى المصلحة بين عينيه ألفى بينه وبينها ألف حاجز وليطهر بابه ويسهل حجابه ويفكر فيما بعد أكثر مما قرب: مقدماً للأهم فالأهم من المصالح وينظر إلى ماغاب عنه وحضر نظر المماسي والمصابح ولايستبدل إلا بمن ظزهر لديه عجزه أو ثبتت عنده خيانته ولايدع من جميل نظره من صحت لديه كفايته أو تحققت عنده أمانته وليسلك أقصد الطرق في أمر الرواتب التي هي من صدقاتنا الشريفة وصدقات من تقدم من الملوك وهي إما لمن وجب له حق وإن كان غنياً أو عرف صلاحه وهو صعلوك وكذلك ماهو لأيتام الجند الذين ماتوا على الطاعة وأمثالهم ممن خدم دولتنا القاهرة بما استطاعه فإن غالب من مات منهم لم يخلف لهم إلا مانسمح لهم له من معروف ونجريه لمه من جارٍ هو أنفع من كثير مما يخلفه الآباء للأبناء من المال المتملك والوقف الموقوف وليصرف اهتمامه إلى استخلاص مال الله الذي نحن أمناؤه وبه يشغل أوقاته وتمتليء كالإناء آناؤه فلا يدع شيئاً يجب لبيت المال المعمور من مستحقه ولايسمح في تخلية شيءٍ منه كما أننا نوصيه أنه لايأخذ شيئاً إلا بحقه وليبق لأيامنا الزاهرة بتواقيعه ذكراً لايفنى وبراً لا يزال ثمره الطيب من قلمه يجنى ليكون من رياح دولتنا التي تغتنم مايثيره من سحابها الممطر وحسنات أيامنا التي ماذكرنا وذكر معنا إلا وقيل: نعم الملك ونعم الوزير.
ويقال لصاحبها صاحب دواوين الإنشاء وقد تقدم في الكلام على ترتيب الوظائف أن موضوعها قراءة الكتب الواردة على السلطان وكتابة أجوبتها وأخذ خط السلطان عليها وتسفيرها وتصريف المراسيم وروداً وصدوراً والجلوس لقراءة القصص بدار العدل وأنه صار يوق فيما كان يوقع فيه بقلم الوزراة. قلت: وقد كان فيما تقدم يكتب له توقيع في قطع النصف بلقب المجلس العالي ثم استقر أن يكتب له تقليد في قطع الثلثين بلقب الجناب العالي. وقد تقدم الكلام على تقليده في الكلام على وهذه نسخة تقليدٍ بكتابة السر كتب بها للمقرالحيوي محيي الدين بن فضل الله عن عوده إلى كتابة السر بالديار المصرية في جمادى الأولى سنة ثلاث. من إنشاء الشريف شهاب الدين أحد كتاب الدرج الشريف وهي: الحمد لله المان بفضله المستعان به في الأمر كله الذي رفع أول الأولياء منن العلياء إلى محله ووضع النعم عند من ينص الاستحقاق على تقديمه بمنصبه ويجل مافوض إليه من أجله وأبدع نظام السؤدد بأجمل حالٍ مادام يحيى جامع شمله وأودع سر ملكنا الشريف عند الحفيظين منه ومن نجله وأرجع الرياسة إلى من سما ثباتاً ونما نباتاً وعلا عزماً ووفى حزماً فبيمن آثاره تضرب الأمثال ولاتجد في يمن سجاياه كمثله. نحمده على أن أعاد بنا الحق إلى أهله ونشكره على أن جاد روض الآمال بواكف سحاب كرمنا ووبله ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من وفق للصواب في قوله وفعله وتحقق منه جميل الإخلاص في جميع مذاهبه وسبله ونشهد أن محمداً عبده ورسوله المؤوي يوم الجزاء إلى سابغ ظله والمروي يوم العطش الأكبر بسائغ نهله والنبي الذي بعثه خاتم ارسله وآتاه من الكرامة مالم يؤت أحداً من الأنبياء من قبله والمجتبي من علماء صحابته من أهله لإيداع سره وصونه وإبلاغ أمره وحمله صلى الله عليه وعلى آله الذين سبقوا إلى غايات الفخار وخصوا بخصله ورضي الله عن أصحابه المجاهدين في حبه المعتصمين بحبله خصوصاً الصديق الذي أحسن الخلافة من بعده وقاتل من ارتد بقتله ومن فرق بين الحق والباطل بحسن سيرته ومحض عدله ومن تلقى عنه آيات الكتاب فأحسن في تربيته وجمعه وأدائه ونقله ومن كان فارس حربه وحارس سربه وكاتب وحيه وخاطب كفله وعن بقية المهاجرين والأنصار الذين انفردوا بأكمل الفضل وأجله صلاةً ورضواناً وضح بهاما نور الهدى لمستدله ماشفى كرمنا الصدور بصدور إقباله إلى من قام بفرض ولائه ونفله وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد فنعمنا لاتزال للعهود حافظة وبالجود متحفة وبالسعود ملاحظة وعلى المعهود من كرم شيمها محافظة وللخدم مكافية وللقسم موفية وبالنعم موافية وبمألوف الكرم ملافية اتباعاً لسبيل الصواب وإيداعاً للمنحة عند من لحقه في استحقاقها إيجاب فلملحله اقتران بالاقتراب ولفعله إنجاز لوعود الصعود وإنجاب ولفيض الله تعالى عليه من القبول أبهاى جلباب وله سبق ولاء لملكنا بعد جفاء فيه السنين والأحقاب وصدق ود ماضاع لدينا ولاخاب وقدم هجرة كم لها في تأييد الدين انتصار وانتصاب وتعدد مناقب هي في الإشراق والرفعة كالنجوم وفي الكثرة عدد الرمل والحصى والتراب فما دعاه سلطاننا إلا استجاب ولااستوعاه سره إلا غدا به يصان ولايصاب ولا استنطقنا قلمه إلا كفى الخطب بأملح خطاب ولاستثرنا رأيه إلا حضر الرشد وماغاب فكم فرق للأعداء من كتيبة بكتاب وقرب من ظفرٍ واللسيف في القراب فبدعواته يستنزل من النعماء أهمر سحاب وببركاته جاء نصر الله والفتح وكان كيد الكافرين في تباب وبأقلامه إنعامنا يهب وانتقامنا يهاب فهي على الممالك أمنع سياج ولها في مسالك الخير أبدع منهاج وللدولة به وبولده استغناء وإليهما احتياج فكم ضمنا درر كلامهما الأدراج وأطلعا زهر أقلامهما من المهارق في أبراج وكم واصلت في ليل النقس السرى والإدلاج حتى أبدت صباح النجاح عند باعهما الرحب فسحة وانفراج. ولما كان المجلس العالي المحيوي هو أسرى من تلقى إليه الأسرار وتبقى منه عند أحرى الأحرار فكم لها صان أين صار وكم لخواطرنا الشريفة من أفعاله سار حيث سار وكم له من كرمنا دار في كل دار فمنا لقربه إيثار ولأثنيتنا عليه إكبار ولنا بفضائله إقرار يوجب للنعم عنده الإقرار - اقتضى حسن الرأي الشريف أن نعيد إليه منصبه ونزيد لديه الموهبة ونجعل تفضيله لدولتنا أعظم مزية ٍ ومنقبة ونراه أجل كفء لاستجلاء عقائل الأسرار المحجبة وإن كان لنزاهته لايخطبها فهي لوجاهته ترغب أن تخطبه. فلذلك رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الفلاني - لابرح بفضل الله يحيي الدين وبتأييده يبين أنه الحق المبين وبتسديده يصيب عين الصواب في التعيين - أن نفوض للمشار إليه صحابة ديوان الإنشاء الشريف بالأبواب الشريفة شرفها الله وعظمها: على أجمل عوائده وأكمل قواعده وأحسن حالاته في حسن مقاصده ونفوذ مايبلغه من رسائل عدلنا في مصادر كل أمر وموارده وليستقر باسمه من المعلوم كذا وكذا. فليتلق منصبه المبارك بأمل في كرمنا مبسوط ورتبته التي يحمي حماها ويحوط ممضياً للمهمات والمراسم مبقياً من يمن آثاره ماتضحى به ثغور الثغور واسم معيداً لمن عنده من كتابنا أوقات الأنس فأيامهم به كلها مواسم وبها لهم من الخيرات أجزل المقاسم وقد وفروا دواعيهم إلى الخدمة إذ وفر على نفقتهم دواعيه وهو لسان الدولة وهم أذن صونٍ لما يلقيه إليهم واعية فحق لهم إلى وداده أن يجنحوا وبإسعاده أن ينجحوا وعن ولائه لن يبرحوا: وهذه نسخة تقليد بكتابة السر كتب بها للقاضي شهاب الدين بن فضل الله وهي: الحمد لله على عناية حفظت ملكنا الشريف بمعقباتها وصانته بصاحب تصريف تقوم كتبه وآراؤه مقام الكتائب وراياتها وسنت لنا الخيرة لمن نجتني بقلمه النصر من ثمراتها وبينت الحسنى في طريقة المثلى حتى انقسم الصبح من قسماتها اقتسم النجح من عاداتها واتسم فكره بالنصح وقد ضلت الأفكار عن إصاباتها فظلت في غفلاتها. نحمده حمداً يهب مع الأنفاس في هباتها ويهب من اللطائف الحسان أفضل هباتها وينبه القلوب لتقييد شوارد النعم بصدق نياتها وينافس الكرام الكاتبين على نفائس الثناء في تسبيح لغاتها بصفيح سماواتها ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تملأ الصحف بحسناتها وتملي الوجوه بالأنوار في توجهاتها وتلوح من سماتها سيمياء لاتشق على الأبصار في توسماتها وتفخر برقمها الأقلام بأنه لاطعن في اعتدال حركاتها على الرماح في اعتدال قاماتها ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي أدى الرسالة بما تحمله من أماناتها ورعى العهود لمن أخلص في مراعاتها ودعا الأمة بإذن الله إلى سبيل نجاتها واستأمن على الوحي كتاباً سبقوا في الساعدة إلى غاياتها وبلغوا عنه السنة بإباناتها والسور وآياتها صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه فرسان البلاغة ورواتها وحفظة الأسرار وثقاتها وصاغة المعاني في الألفاظ الغر بنفثاتها وأولي الأحلام التي لاتطيشها وقائع الدهر بروعاتها ولاتذهلها عن الأوراد في أوقاتها وتليق الوفود بأقواتها والأخلاق التي استع نطاقها في تصرفاتها وامتنع حجابها أن تتخطاه الخدع بهفواتها صلاةً تزيد الأعمار بزكاتها وتزين الأعمال ببركاتها وسلم تسليماً كثيراً. وبعد فإن الملك عمود بناؤه بسره وارتفاعه بالتأسيس لمستقره وامتناعه بعد العساكر المنصورة بكاتب يخاتل العدو في مكره قبل مكره ويقاتل في الحرب والسلم بنفاذ رأيه ونفاث سحره ويقابل كل حال بما يحسن موقعه من صدمه بصدره أو صده بصبره وينظر في العواقب نظر البصير بأمره الواعي لاحتيال عذره قبل اختيال الباغي في غدره إذا جادل فبالحجة البالغة وإذا جاوب أبطل الأهوال الزائغة وإذا أمرنا بالعدل والإحسان سيرهما عنا كالشمس وانتخبنا منهم كثيراً ارتضيناهم أصحاباً ومارسنا جماعة ازددنا بهم إعجاباً ورأينا طوائف فيهم من إن أجاد اجتناءً لزهرات القول حاد عن الجادة اجتناباً وإن كلف نفسه مذاهب الكتاب أخل بمقاصد الملوك إن كتب عنهم كتاباً. ولم نظفر بمن تمت فيه الشروط المشروطة ومت بالدائرة المحيطة إلى الفضائل المبسوطة وامتاز بفهم لايقبل على الفساد ولايقبل الأغلوطة إن أمليناه إملاءً ذكره وإن حمنا حول معنى " لاتؤدي إليه العبارة فسره وإن سردنا عليه فصلاً مطولاً خبره وربما رأى المصلحة في اختصاره فاختصره وإن أودعناه سراً ستره وصانه بمحو غيب أثره وكتمه إما بخطه عن قلبه فلم يدركه أو بقلبه عن لحظة فلم يره وإن خلينا بينه وبين غرض من أغراضنا الشريفة استخرجه كما في خواطرنا وأظهره - كالمجلس العالي القضائي الأجلي الكبيري العالمي العادلي العوني العلامي القوامي النظامي المدبري المشيري الفاضلي الكاملي الأوحدي المفوهي الخاشعي السفيري الشهابي صلاح الإسلام والمسلمين سيد الرؤساء في العالمين قدوة العلماء العاملين إمام الفضلاء والمتكلمين رئيس الأصحاب ملاذ الكتاب سفير الأمة عماد الملة لسان السلطنة مدبر الدول مشيد الممالك مشير الملوك والسلاطين ولي أمير المؤمنين أحمد بن فضل الله ضاعف الله نعمته فإنا خطبناه لهذه الوظيفة واستخلصناه على كثرة المتعينين لأنفسنا الشريفة وامتحناه في الأمور الجليلة واللطيفة وحملناه الأعباء الثقيلة والخفيفة وأوقفناه مرة أخرى أطلقنا تصريفه وأنعمنا النظر في حاله حتى تحققنا تثقيفه وكتب واستكتب عنا سراً وجهراً فملأ قلباً وسمعاً وباشر مراسمنا العالية مصراً وشاماً وصلاً وقطعاً فعز رفعة وعم نفعاً وأنشأ التقاليد قلدها ونفذ المهمات وسددها ووقع التواقيع وأطلق بها وقيد قيدها ومشى المصالح باحتراز مابددها واحترس ماعقدها وجهز البرد بهمة ماقيدها طلب الراحة ولا أقعدها وهو كاتب الملوك وصانع سلوك وشارع سلوك وصائغ ذهب مسبوك وناسج وشي محوك وجامع صفاتٍ ماسواها هو المتروك لايعدو بالكلمة محلها ولايؤاخي بالقرينة إلا شكلها ولايسمح بمخاطبةٍ إلا لمن تعين لها ولايعامل بالغلظة إلا من استوجبها ولايخص بالحسنى إلا أهلها نأمره بالتهويل فيزلزل قواعد العدو ونشير إليه بالتهوين فيفيد مع بقاء المهابة الهدو وقد رضيناه حق الرضا وأضربنا به عمن بقي من أكابر الكتاب ونسينا من مضى وتعين علينا أن نحكم له بهذا الاعتبار ونحمله على هذا المقتضى وأن نطلعه في سماء دستنا الشريف شهاباً أضا وأن نقلده مهما مازال هو القائم بتنفيذ أشغاله والساعي بين أيدينا الشريفة في تدبير مقاصده وجملة أحواله إلى ماله من بيتٍ أثلوا مجده وأثروا سعده وأرثوا عندنا وده وبنى كما بنوا واجتنى من السؤدد مااجتنوا ورمى في خدمة الدول إلى مارموا إلا أن مذهبه في البيان أحلى وأسلوبه بحمد الله قد لحظته سعادة أيامنا الزاهرة فما فيه لو ولا ولولا سوى أنه اتفق معارض اعترض بين السهم والهدف وسفه نفسه فوقف في مواقف التلق ودق عنه شأن كاتب السر فسقط من حيث طمع في السقوط وماعرف ورام الدخول بين الملك وبين يده وبين اللسان ومايحدثه به الضمير من حقيقة معتققده والاطلاع على مالو لم يكن للإنسان لما أداره في خلده والتعدي بما ليس له من لفظه متوقع وسرى في مسرى " لو طمح إليه طرف السها لتقطع وماعلم أن كاتب السر هو مستودع الخبايا ومستطلع الخفايا وقلمه ابن جلا وطلاع الثنايا وفي استداده يعرف بالمنى ويرعف بالمنايا وله الكتابة والتوقيع والتصرف فيما للتنفيذ من التحسين والتنويع وغير ذلك من التفريق والتجميع والتأصيل والتفريع والترغيب والترهيب والتأمين والترويع. ولما دل ذلك المعترض بإكباره وأطال المطار في غير مطاره وقال الناس إن أبوابنا العالية جنة حفت من سوء أخلاقه بالمكاره رمينا به من شاهق وأبعدناه لآخرته أزهد ماهدر من تلك الشقاشق وتقدمنا بإنشاء هذا التوقيع الشريف تقويةً لكاتب سرنا الشريف في تصريفه وبينا أنه لايقاس به أحد فإنه لسان السلطان ويده وكفى بذلك دلالةً على تشريفه. فرسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري - لازال إذا عزم صمم وإذا بدأ المعروف تمم وإذا استخار الله في شيء رضي بخيرته وسلم - أن يستقل المجلس العالي القضائي الشهابي احمد بن فضل الله المشار إليه بصحابة دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية المحروسة: رفيقاً لأبيه المجلس العالي القضائي المحيوي: ضاعف الله تعالى نعمته وبركته في المباشرة وشريكاً بل منفرداً ليقوم معه ودونه بما قام من كتابةٍ باطنةٍ وظاهرةٍ استقل كل منهما بها فيما بعد وقرب مما يضمه نطاق الدولة القاهرة مع ماهو مستقر فيه من كتابة السر الشريف والتصرف في المهمات الشريفة والتصريف وهو المنفرد بتقديم البريد وعرضه ومباشرة ختمه وفضه وقراءته بين أيدينا واستخراج مراسمنا الشريفة في كل مناب ومشافهة وخطاب وابتداء وجواب وملطف ومكبر ومقدم ومؤخر ومكمل ومشطر وإليه أمر البريد والقصاد والنجابة ومن اشتمل من الدجى جلبابه أو ألقته إلى ملاءة الصباح المنشورة يد ليلةٍ منجابة وتعيين من يرى تعيينه منهم في المهمات الشريفة السلطانية والمصالح المقدسة الإسلامية وإليه الحمام الرسائلي وتزجيته وزجالته ومدرجته ومن يصل من رسل الملوك إلى أبوابنا العالية وجميع من يكاتب الدولة الشريفة من كل منتسب وغريب وبعيد وقريب وقراءة القصص لدينا والكتابة على مايسوغ كتابة مثله وأخذ العلامة الشريفة من يده. وأما من نستكتبهم عنا في ممالكنا الشريفة فهو المقلد لأعبائهم والمخلى بينه وبين مايراه في اجتبائهم يستكتب كل أحد فيما يراه ويرفع بعضهم فوق بعض درجاتٍ منهم مستيقظ ومنهم نائم في غمرات كراه كل هذ من غير معارضةٍ له فيه ولا اعتراض عليه في شيءٍ منه يبلغنا مهماتنا الشريفة ويتلقى عنا ومنه إلينا وإليه منا. وأما مايرد عليه من الرسائل عنا بما يكتب به فيمشي مالايمكن وقوفه ويراجعنا فيما لايكون إلا بعد مراجعتنا تصريفه فليمس على هذه القاعدة وليستقل بهذه الوظيفة استلالاً هو كالخبر محل الفائدة ولينشر من إقبالنا الشريف عليه بالصلات العائدة ونحن نختصر له الوصايا لأنه الذي يمليها ونقتصر منها على التقوى فإنها الذخيرة النافعة لمن يعانيها والباقية الصالحة خير لمن يقتفيها والله تعالى يقوي أسبابه وينير شهابه ويزيد من المعالي اكتسابه ويغنينا بقلمه عن سنانٍ يتقدم عامله وبلسانه عن سيفٍ يفارق قرابه والاعتماد على الخط الشريف أعلاه. وهذه نسخة تقليد بعود القاضي شهاب الدين بن فضل الله إلى كتابة السر. من إنشاء الشريف شهاب الدين كاتب الإنشاء الشريف وهي: الحمد لله الذي أحمد العقبى بفضله وأكد النعمى بوصله وأودع سر ملكنا الشريف عند أهله وأطلع شهاب الدين من أفق العلياء في محل شرفه وشرف محله ورفع قدره في سيره إلى بروج السعود وحلوله بدرجات الصعود ونقله وأرجع الموهبة منه إلى من يشكرها بقوله وفعله وأينع الفرع الزاكي الذي يحيا أصله بواكف سحاب كرمنا ووبله وأتم النعمة عليه كما أتمها على أبويه من قبله وضم له أطراف الرياسة وجمع شملها بشملة وعم بفضله وفضلنا أهل هذا البيت الذين فطروا على السؤدد وبصروا من رضانا باتباع سبله. نحمده على إضفاء ظله ونشكره على إصفاء نهله ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادةً أشرق نور هداها بمستبدله وأغدق نوء نداها بمستهله ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله أرسله خاتم رسله وجعل له الفضل على الخلق كله وألهم به سبل هدية وسنن عدله وأرشده إلى فرض دينه ونفله وأودعه السر الذي لم يودعه سواه وحمله من أعباء الرسالة مالم ينهض غيره يحمله صلى الله عليه وعلى آله أغصان الشجرة الزهراء التي هي بضعة منه ونبعة من أصلة ورضي الله عن أصحابه الذين أجلهم من أجله خصوصاً من بادرإلى الإيمان فخض من السبق بخصله ومن أيد به الدين وفر الشيطان من ظله ومن جهز جيش العسرة حتى غزا العدا بخيله ورجله ومن كان باب مدينة العلم ومانح جزله وفاتح قفله وعن بقية المهاجرين والأنصار الذي مامنهم إلامن جاهد حتى قام الدين بنصره ونصله صلاة دائمةً يجعلها اللسان أهم شغله ويتلقى قادمها من مواطن القبول بأكرم نزله مارمى قوس العزم بصائب نبله وحمى حمى الملك بليثه وشبله وفوض أجل المناصب إلىفاضل العصر وأجله. أما بعد فإن آراءنا لاتزال للمصالح مراعية ولاتبرح بالإسعاد إلى الأولياء ساعية فتدعو إلى مقامها من وفر على الإخلاص دواعيه وتدني من ملكها من له بالخفايا أعظم بصيرةٍ وفي جميل القضايا أجمل طواعية وتلقي أسرارها إلى من له لسان حق ناطق وأذن خيرٍ واعية وتقدم من له قدم صدق ثابتة ويد بيضاء طولى في المهمات عالية لتغدو سهام أقلامه إلى الأغراض رامية وصوائب أفكاره عن حمى الملك محاميه وتكون عبارته للمقاصد موفيةً وإشارته لموعد اليمن موافية وتضحي ديم نعمنا الواكفة لسوابق خدمه مكافية لما يتصل بذلك من المصالح وتناجي خواطرنا الشريفة به المناجح ويقبل عليه وجه الإقبال في كل حال ويغدو إليه طرف الأجلال وهو طامح فنجمل به ممالكنا مصراً وشاماً ونسدد به مرمى " ونصيب مراماً ونحفظ له ولأبيه في خدمتنا حقاً وذماماً ونكون له في الحالتين براً وإكراماً ونعلي محله إعلاناً بعلو مكانه وإعلاماً فيؤلف للرياسة نظاماً ويضاعف للرتبة إعظاماً ويعمل يراعاً بل حساماً ويجلو وجه المنى طلقاً ويبدو بعد البشر بساماً ويحسن بأعباء المهمات قياماً وحيث نقلته أوطانه هضاب المجد وقلته وأين وجهته أعلت قدره ونوهته وكلما أوفدته أفاضت عليه ملبس العز وجددته واختصته بالتصرف وأفردته وانتضت ماضي اجتهاده وجردته وأجرته من إجراء فضلها على ماعودته واستقلت له منائحها من كثير المواهب ماخولته ومن كبير المناصب وماقلدته. ولما كان فلان هو الذي أودع الأسرار فحفظها واطلع على الدقائق فرعاها ببصيرته ولحظها وباشر مهماتنا فأمضاها وسر خواطرنا وأرضاها وظهرت منه بين أيدينا كفاية لاتضاهى وقلد أجياد أوليائنا من تقاليده عقوداً وأدنى من المقاصد بلطف عبارته بعيداً وأغنى الدولة أن تجهز جيشاً وجهز بريداً وأبان بمقاله عما في أنفسنا فلم يبق مزيداً وصان الأسرار فجعل لها في خلده خلوداً وجمع أشتات المحاسن فأضحى فريداً كم لعمة في خدمتنا من هجرة قديمة ولأبيه من موالاةٍ هي للمخالصة مواصة ومديمة ولكم لهما أسباب في الريساة قوية وطرائق في الهداية قويمة وكم كاتب يسر الله بهداهما تعليمه وتفهيمه وقدر على يديهما وصوله إلى رتب العلياء وتقديمه فمنفعتهما عميمة ونبعتها صميمة ولهما في الشام ومصر أجمل شيمة وكم له هو أيضاً من تقدمات اقتضت تكريمه وكفايةٍ عند علومنا الشريفة معلومة وكتابةٍ حلل المهارق بوشيها مرقومة فلو قابله الفاضل عبد الرحيم لبادر إلى فضله إقراره وتسليمه أو عبد الحميد لكانت مناهجه الحميدة بالنسبة إلى مذاهبه ذميمة أو سمع عبد الرحمن مقاله لضمن ألفاظه معانيه العيقيمة أو أدركه قدامة لعرف تقديمه واقتدى بسبله المستقيمة أو حوى الجوهري فراشد ألفاظه لعرف أن صحاحه إذا قرنت بها سقيمة أو رأى 0 ابن العديم خطه لاستغنت منه بسلاسل الذهب نفسه العديمة أو الولي لاستجدى من صوب إجادته أغزر ديمة أو نظره ابن مقلة لوجدت مقلته نضرة خطه ونعيمه أو ابن البواب لكان خدين بابه وخديمه فهم صدور اقتضى حسن رأينا الشريف أن نلقي إليه منصباً هو أولى به ونقر عينه بدنوه منا واقترابه ونمتع البصر بخطه وخطابه. فلذلك رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الفلاني - لابرح يعيد نعمه كما بدأها أول مرة ويسر القلوب بكافٍ أودعه سره ويحمد لأحمد الأولياء عوده ومستقره - فليتلق هذه النعمة بشكرها وليترق منصباً رفيعاً يناسب رقعه قدره وليبسط قلمه في تنفيذ مهم الممالك من نهيه وأمره وليحفظ ماأودعه من خفي سره وليلاحظ المهمات بفكره وليحافظ على مايعرفه من رضانا طول دهره ونحن نعلم من صواب أفعاله وتسديدها مالانحتاج معه إلى تكثير الوصايا وتعديدها ولاإلى تكريرها وترديدها ولاسيما وقد سلفت له بها خبرة لانفتقر إلى استيعاب ذكراها ولا إلى تجديدها وتقدمت له مباشرة استبشرنا بميمونها وأثنينا على حميدها واستدنينا سناها واستغنينا عن سواها بوجودها وله بحمد الله توفر التوفيق وهو الحقيق بما فوضنا إليه على التحقيق وفضله من الشوائن عري وفي المجانبين عريق وقدره بتجديد النعم جدير وبخلال الكرم خليق والله تعالى يوضح به من الخير أبين طريق ويسر بمقدمه الولي والصديق ويفرق به بين الحق والباطل فجده الفاروق وهو من أكرم فريق بمحمده وآله! الحمد لله الذي أظهر لتدبير دولتنا شهاباً يعلو على فرقد الفراقد وكمل به عقود الممالك فسمت جواهر فرائدها على الدراري إذ كان واسطة تلك الفرائد ومعيد إحساننا إلى خير ولي أغنى تدبيره عمن سواه فكان بالألف ذلك الواحد ومخول مواد كرمنا لمن هو صدر أسرارنا ويمين مملكتنا في كل صادر عنها ووارد ومنقل الأكفاء إلى مراتب سعودهم فتصبح ألوية محامدهم في معاقل العز أفخر معاقد ومحلي ملكنا الشريف بأكل كافٍ ماأم مصراً إلا تلقته بالهناء ولافارق شاماً إلا أسفت عليه تلك الربوع والمعاهد. نحمده على نعم أقرت عيون الأولياء لما أقرتهم من مواد جودنا على أكمل القواعد ونشكره على مابلغنا من جميل المآرب وبلوغ المقاصد ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة تنجي قائلها من جميع الشدائد ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له شهادة تنجي قائلها من جميع الشدائد ونشهد أن سيدنا محمداً سيد البشر عبده ورسوله الذي جاد بهدايته فكان أكرم جائد صلى الله عليه وعلى آله وصحابته خصوصاً على أول الخلفاء أبي بكر الصديق الذي لافخر كفخاره وعلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حامل أسراره وفاتح أمصاره وعلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان مبدل عسره بيساره وعلى ابن عمه علي بن أبي طالب أعز أنسبائه وأخص أصهاره وعلى بقية مهاجريه وأنصاره صلاةً سهلة المشارع عذبة الموارد. وبعد فإن من سجيتنا إذا تيمنا بولي لا نوال نلحظه ونرعى حقوق خدمه في القرب والبعد ونحفظه ونقابل ماأسلفه بنفائس النعم ونفيض عليه ملابس الجود والكرم لاسيما من لم زيل بظهر لنا كل يوم تعبداً جديداً ومن أصبح في الفصاحة والبلاغة وحيداً ومن جمع أطراف السؤدد والرياسة فلم يبرح بهما فريداً ومن تحسن النعم بإفاضتها عليه وتكمل المنن بإضافة محاسنها إليه وتزهو فرائد البلاغة بانتظامها في سلك مجده وتشرق كواكب اليراعة في اتساقها في فلك سعده وكان للبابته في الاختصاص بنا اليد الطولى وتلا لسان اعتنائنا في الحالين: ولما كنت أيها الصدر شهاب الدين احق الناس بهذا المنصب لما لوالدك - أبقاه الله تعالى - من الحقوق ولما أسلفاه من الخدم التي لايحسن التناسي لها ولا العقوق ولأنك جمعت في المجد بين طارفٍ وتالد وفقت بأزكى نفر وعم وإخوة ووالد وجلالة ماورثتها عن كلالة وخلال مالها في السيادة من إخلال ومفاخر تكاثر البحر الزاخر ومآثر يعجز عن وصفها الناظم والناثر ولما نعلمه من فضائلك التي لاتجحد رعيناك في عودك لوظيفتك وعود احمد أحمد. ولما كان فلان هو الذي تقطر الصاحة من أعطاف قلمه وتخطر البلاغة في أثواب حكمه وتنزل المعاني الممتنعة من معاقل القرائح على حكمه وتقف جياد البداهة المتسرعة حيرى قبل التوسط في علمه إن وشى الطرس فرياض أو أجرى النقس فحياض أو نظم فقلائد أو نثر ففرائد لايتجاسر المعنى المطروق أن يلم بفكره ولايقدم المعنى المتخيل المسبوق للمرور بذكره ولايجوز زيف الكلام على ذهنه المتقد ولايثبت غثاء الكلام لدى خاطره المنتقد فعبد الحميد كعبد الرحيم في العجز عن لحاق علومه التي يجد الراغب على نورها هدى والأصمعي لو أدركه لتلا عليه: " هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً والطغرائي لو عاصره لزاد نظمه وازداد على نوره هدى والحريري لو رافقه لأمن في مقاماته من التجريح والردى قد قصرت عن غاية كماله جياد القرائح وعجزت عن وصف صفاته حجميع المدائح وشرف نصبه بانتسابه إليه ورفع قدره بمثوله لديه مع ماتميز به من نزاهةٍ صرف بها عن الدنيا طرفه وزهادةٍ زانت بالسعد صدره وملاءةٍ ملأت بالعفة كفه فهو واحد زمانه وأوحد أوانه والبحر الذي يحدث عن فضله ولاحرج والروض الذي ينقل عن فضله إلى الأسماع أطيب الأرج وكان قد مال عن منصبه وهو يذكره وفارقه وهو يشكره ونادى غيره وبقوله يلبي وشغل بغيره وهو يقول حسبي شهاب الدين حسبي: فلما حصل له الاستئناس وزال عنه القلق والالتباس قال: وهذه نسخة تقليد بكتابة السر: الحمد لله الذي جعل خواطر أوليائنا بإقرار نعمنا مستقرة ومواطر آلائنا على ذوي الإخلاص في ولائنا دائمة الديم مستمرة وبشائر رضانا تجدد لكل من ذوي الاختصاص ابتهاجه وبشره وسوافر أوجه إقبالنا لأولي الاصطفاء والوفاء مشرقة الأوضاح متهلله الأسره مودع أسرار ملكنا الشريف من آل فضل الله عند أكرم أسرة وممتع دولتنا بخير كافٍ دقق في مصالحنا فكره وأنفق مناجحنا عمره ومجمع أنجمهم بأفق تقريبنا مرةً بعد مرة فنحيي نيرهم الأكبر وقد شيدنا بارتقائهم بيته وشددنا بعلائهم أزره. نحمده على أن جبل سجايانا على الإحسان والمبرة ونشكره على أن أجزل عكايانا لمن لم يزل يعرف حقه ويألف خيره ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادةً تشرح لمؤمنها صدره وتصلح لموقنها أمره ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي أسمى على الخلائق قدره وتولى في المضايق نصره وأعلى في المشارق والمغارب ذكره صلى الله عليه وعلى آله أعز عترة ورضي الله عن أصحابه الذين أسدوا المنة وسدوا الثغرة صلاةً ورضواناً متواصلين في كل أصيل ومكررين في كل بكرة ماوهب فضل الله مستحقاً فسر بالعواطف والعوارف سره وعقب في سماء الإسعاد كوكب كوكباً فحل محله وقر مقره وسلم تسليماً كثيراً. وبعد فشيمنا ترعى لأوليائها حقوقاً ونعمنا الغامرة تسني صدقاتها لمن لم يزل في ولائها صدوقاً وتزيد هباتها توفيراً لمن عهدت منه لمراضيها توفيقاً وتجدد بتعاهدها معهد الفضل فلا يمسي خلياً بل يضحي بإكرامها خليقاً وتشيد بإحسانها بيتاً أسس على تقوى الله وطاعة سلطانها فغدا بالحفظ حقيقاً وتحمي باعتنائها جوانبه من الغير فلا يرهب حماه لها طروقاً ولاتجد بفضل الله لها عليه طريقاً وتطلع في بروج سعودها زهراً تروق شروقاً وتجمع على مهماتها من عظموا فضلاً وكرمول فريقاً وتودع أسرارها عند سراتهم ركوناً إليهم وسكوناً ورضاً بهم ووثوقاً وتشفع منائحها بمنائح تزيد آمالهم نجاحاً وتفيد أمانيهم تحقيقاً وترفع مكاناً علياً إلى حيث اتسع الرار من ملكها من كان بالميامن ملياً وفي المحاسن عريقاً ويخلف في خدمها شقيق منهم شقيقاً ويصرف أوامرها ونواهيها من أعيانهم من تأمن المصالح مع اجتهاده تفويتاً وتخاف الأعداء لسداده تعويقاً طالما ائتمناهم على إيداع أسرارنا فحلت من سرائرهم مستودعاً وثيقاً وعينوا للمعالي فصادفت طويتنا من يقظتهم ونهضتهم تصديقاً فهم أولى أن نجعل لأجيادهم بعقود جودنا تطويقاً وأحق أن نرفع بنعمنا محلهم ونجمع في خدمتنا شملهم فلا يخشون نقضاً ولاتفريقاً. ولما كان المجلس العالي الفلاني هو الذي لحظه عنايتنا فعلا فعلاً وأيقظته إشارتنا فغدا في الحكم كهلاً وحفظه رعايتنا فعمرت بيته العمري الذي مازال بالعوارف ملموحاً وللقبول أهلاً وأحظته سعادتنا اقتضى حسن الرأي الشريف أن نجري بمراسمنا أقلامه ونوفر من إنعامنا فلذلك رسم بالأمر الشريف - لابرحت سحائبه عامة ومواهبه لها مزيد وإدامة ورعايته إذا ابتدأت فضلاً رأت إتمامه وكواكبه تسيرفي منازل عزها ولنيرها الأكبر الإرشاد والإمامة - أن يفوض إليه كذا وكذا على أجمل العوائد وأكمل القواعد نظير ماكان مستقراً لأخيه. فليباشر هذه الوظيفة التي لها وبه وبأهله أعظم فخار وليحل هذه الرتبة التي مامنهم إلا من يجتبي ويستخار وليجمل هذا المنصب الذي إليهم مصيره في جميع الأمصار وليحل المهارق بإنشاءاته التي شان مطاولها عن شأوها الإقصار وليتوقل هذه الهضبة التي لها على عليائهم اقتصار وفي آبائهم وأبنائهم لها تعيين وانحصار وليدبج الطروس من خطه بالوشي الرقيم وليبهج النفوس من خطابه بالدر النظيم وليسرج الشموس من أوضاع كتابته التي تبرز من إبريز كنوزها ابن العديم وليجهز البرد التي تقدمها مهابتنا فلم يكتبها من كتائب الأعداء هزيم وليوين نقاصدها التي قرن بها الفتح القريب والنصر العزيز والفضل العظيم وهو بحمد الله غني عن الإرشاد بالوصايا والتفهيم علي القدر لايحتاج مع ألمعيته إلى تنبيه ولاإلى تعليم وهو أئمة هذه الصناعة ولهم الفضل القديم وسبيلهم السوي وصراطهم القويم والله تعالى يوفر لهم فضلنا العميم ويظفر أقدارهم من لدنا بتكرير التكريم ويسني أمرهم في آفاق العلياء يسعد ويقعد ويقيم ويديم لكل منهم في ظل نعمنا المزسد والتأكيد والتقديم والعلامة الشريفة أعلاه حجة وهذه وصية لكاتب السر أوردها في التعريف وهي: وليأمر عنا بما يقابل بالامتثال ويقال به: السيوف لأقلامه مثال ويبلغ من ملوك العدا مالاتبلغه الأسنة ولاتصل إليه المراكب المشرعة القلوع والخيول المطلقة الأعنة وليوقع عنا بما تذهب الأيام ويبقى ويخلد من الحسنات مايلفى آخرةً ويلقى وليمل من لدنه من غرر الإنشاء مايطرز كل تقليد وتلقى إليه المقاليد ولينفذ من المهمات ماتحجب دونه الرماح وتحجم عن مجاراة خيل البريد به الرياح وليتلق مايرد إلينا من أخبار الممالك على اتساع أطرافها وماتضمه ملاءة النهار ملء أطرافها وليحسن لدينا عرضها وليؤد بأدائها واجب الخدمة وليتم فرضها وليجب عنا بما استخرج فيه مراسمنا المطاعة ولما وكل إلى رأيه فسمع له الصواب وأطاعه وليمض ما يصدر عنا مما يجوب الأفاق ويزكو على الإنفاق ويجول مابين مصر والعراق ويطير به الحمام الرسائلي وتجري الخيل العتاق ولير النواب ماأبهم عليهم بما يريهم من ضوء آرائنا وليؤكد عندهم أسباب الولاء بما يوالي إليهم من عميم آلائنا وليأمر الولاة بما يقف به كل منهم عند حده ولايتجاوزه في عمله ولايقف بعده على سواه بأنامله وليتول تجهيز البريد واستطلاع كل خبر قريب وبعيد والنجابة وماتسير فيه من المصالح وتأخذ منه بأطراف الأحاديث إذا سألت منه بأعناق المطي الأباطح وأمور النصحاء والقصاد ومن ظل سرهم عنده إلى صخرة أعيا الرجال انصداعها وهم شتى في البلاد وليعرف حقوق ذوي الخدمة منهم وأهل النصيحة الذين رضي الله عنهم ولاينس عوائدهم من رسم إحساننا الموظف وكرمنا الذي يستميل به القلوب ويتألف وليصن السر بجهده وهيهات أن يختفي وليحجبه حتى عن مسمعيه فسر الثلاثة غير الخفي والكشافة الذين هم ربيئة النظر وجلابة كل خبر ومن هم أسرع طروقاً من الطيف وأدخل في نحور الأعداء من ذباب السيف وهم أهل الرباط بالخيل ومامنهم إلا من هو مقبل ومدرك كالليل والديادب والنظارة ومن يعلم به العلم اليقين إذا رفع دخانه أو ناره وهم في جنبات حيث لايخفى لأحد منهم منار ولايزال كلنبأ بتنويرهمك كأنه جبل في رئاسه نار والحمام الرسائلي ومايحمل من بطائق ويتحمل من الأنباء ماليس سواه له بطائق ويخوض من قطع الأنهار ويقطع إلينا مابعد مسافة شهر وأكثر منه في ساعة من نهار ويعزم السرى لايلوي على الرباع ويعلم أنها من ملائكة النصر لأنها رسل ولها أجنحة مثنى وثلاث ورباع وغير هذا مما هو به معدوق وإليه تحدى به النوق ومن رسل الملوك الواردة وطوائف المستأمنين الوافدة وكل هؤلاءهولا مالهم المترجم والمصرح عن حالهم المحمحم فليعاملهم بالكرامة وليوسع لهم من راتب المضيف مايحبب إليهم في أبوابنا العالية الإقامة وليعلم أنه هو ليجنا المستشار المؤتمن والسفير الذي كل أحدٍ بسفارته مرتهن وهو إذا كتب بناننا وإذا نطق لسننا وإذا خاطب ملكاً بعيد المدى عنواننا وإذا سدد رأيه في نحور الأعداء سهمنا المرسل وسناننا فلينزل نفسه مكانها ولينظر لدينا رتبته العلية إذا رأى مثل النجول عيانها. فليراقب الله في هذه الربتة وليتوق لدينه فإن الله لايضيع عنده مثقال حبة وليخف سوء الحساب وليتق الله ربه وجماعة الكتاب بديوان الإنشاء بالممالك الإسلامية هم على الحقيقة رعيته وهداهم بما تدهم به من الآلاء ألمعيته فلا تستكتب إلا من لاتجد عليه عاتباً ولايجد إلا إذا قعد بين يديه كاتبا والوصايا منه تستملى.
أصحاب التواقيعوهم على ثلاث درجات أصحاب التواقيعالدرجة الأولى ما يكتب في قطع النصف مايكتب في قطع النصف بالمجلس العالي وكلها مفتتحة بالحمد لله وتشتمل على أربع وظائف سوى ما تقدم أنه نقل إلى رتبة التقاليد وهو كتابة السر. أصحاب التواقيع الوظيفة الأولى نظر الخاص وقد تقدم في الكلام على ترتيب وظائف الديار المصرية أنها وظيفة محدثة أحدثها السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون حين أبطل الوزراة وأن أصل موضوعها التحدث فيما هو خاص بمال السلطان وأن صاحبها صار كالوزير لقربه من السلطان وتصرفه في تدبير جملة الأمور وتعيين المباشرين إلا أنه لايقدر على الاستقلال بأمر بلا لابد له من مراجعة السلطان. وقد تقدم ذكر ألقابه في الكلام على مقدمه الولايات من هذا الفصل وعلى طرة توقيعه في الكلام على التواقيع. وهذه نسخة توقيع بنظر الخاص كتب به للقاضي شمس الدين موسى بن عبد الوهاب في الأيام الناصرية محمد بن قلاوون وهي: الحمد لله الذي جعل كل جرح بنا يوسى وعجل كل نعمة تبدل بوساً وتغير بالسرور من المساء لبوساً. نحمده حمداً يشرح صدوراً ويسر نفوساً ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له شهادةً ترفع لقائلها رؤوساً وتطلع في آفاق ممالكنا الشريفة شموساً وتنشيء في أيامنا الزاهرة غروساً ونشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بشر به موسى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً تملأ طروساً وسلم تسليماً كثيراً. وبعد فإن العمل بالسنة أولى مايتمسك به المتمسك وقد قال صلاى الله عليه وسلم: " أبدأ بنفسك " و كانت الخواص الشريفة هي المصلحة الخاصة بنا المتعلقة دون كل شيء بأنفسنا لأن من خزائنها العالية تتفرق مواهبنا الشريفة في الوجود وتتحلى معاطف الأمراء والجنود وكان فيها من لم يزل هو وبنوه قائمين بها أحسن قيام وفيها من ممالكنا الشريفة مايضاهي بمدده الغمام من حضر منهم لايتفقد معه من غاب ومن كتب منهم في شيءٍ من مصالحها قال الذي عنده علم من الكتاب كم أجرت صدقاتنا الشريفة بأقلامهم من إنعام وتقسموا في مصالحنا الشريفة هذا في الخاص وهذا في العام طالما انقطع والدهم رحمه الله تعالى بعذر فمشوا الأمور على أكمل سداد وأجمل اعتماد وأتم مالو حضر أبوهم ومكان هو المتولي لما زاد فما خلت في وقتٍ منه أو من أحد منهم لما غاب من بقي يسد عنه فلم يزل منهم ربعها مأنوساً ولاسئل فيها عن قصة إلا وأنبأت بها صحف إبراهيم وموسى. وكان المجلس العالي فلان هو الذي تفرد آخراً بهذه الوظيفة واستقل فيها بين أيدينا الشريفة وسافر فيها إلى ثغر الإسكندرية - حرسها الله تعالى - فافتر بيمن تصرفه وحسن تعففه وعدم فيها المضاهي لأنه لاشيء يضاهي الشمس إذا حل سرها في منازل شرفه كم كفت له كفاية وبدت بداية وكم بلغ من غاية كم له من همم وكم تقدمت له قدم وكم اعترف السيف ببز القلم كم له من همم وكم تقدمت له قدم وكم اعترف السيف ببز القلم كم له في خدمة المقامات العالية أولادنا أثر جميل وفعل جلي جليل وسلوك فلا يحتاج في الشمس إلى دليل كم أحسن في مرة كم رددناه إلى الكرك كرة كم غلب على السحاب فرقى إليها وبلغ النجوم وله قدوم عليها فلما انتقل والده القاضي تاج الدين عبد الوهاب إلى رحمه الله تعالى احتاج إلى توقيع شريفٍ بالاستقلال في وظيفة نظر الخاص الشريف التي خلت عن أبيه ليعلم كل متطاول إليها أنه لايصل إليها مع وجود بنيه فما عاد إلا وعاد بعين العناية محروساً ولاأقبل على كرمنا إلا قال " وقد أوتيت سؤلك ياموسى ". فلذلك رسم بالأمر الشريف - زاد الله شرفه ومكن في الأرض تصرفه - أن يفوض إليه نظر الخاص الشريف بالممالك الإسلامية المحروسة على عادة والده رحمه الله في هذه الوظيفة وقاعدته في رتبتها المنيفة ليقضي ماكان في خاطر أبيه من الزطر ولأنه في أمثاله عين الأعيان والعين أولى بالنظر. فليباشر ماأنعمت به صدقاتنا العميمة عليه على ماعهد منه بالأمس وعرف به من حسن السلوك كمن يمشي في ضوء الشمس وليقدم تقوى الله والأمانة فهما أفضل مايقدم وأجمل مايعمل به من تقدم والنهضة فإنها هي التي تقوم بها المصالح والتصدي لما هو بصدده فإن به يتم كل عمل صالح وليحتفظ على الخزائن العالية وليكن فيها كواحد من رفقته عملاً بالعادة فيها وإلا فنحن نعلم من كفايته أنه يكفيها وليثمر الجهات التي إليه مرجعها والأموال التي يدوم إليه من العين تطلعها وليستجلب خواطر التجار بإيصال حقوقهم إليهم والقائمين في خدمة أبوابنا الشريفة بتعجيل ما تنعم به صدقاتنا الشريفة عليهم وليكن إلى ماتبرز به مراسمنا الشريفة مسارعاً ولها في كل ماأشكل عيه من الأمور مراجعاً وبقية هذا من كل مايحتاج أن نوصيه بتعلمه فقد علم مما جرت به عادتنا الشريفة بأن نقوله في مثله ولهذا نختصر في الوصايا التي تشرح اكتفاءً بما لآتاه الله بنا من فضله والله تعالى يأخذ به إلى النجاح ويفتتح له بنا أحسن الافتتاح والاعتماد على الخط الشريف أعلاه إن شاء الله تعالى. وهذه نسخة توقيع بنظر الخاص: الحمد لله الذي جعل خواص النعم لملكنا الشريف لأجلها ونفائس الذخائر من دولتنا القاهرة بمحلها وأخاير المفاخر مبسوطاً في أيامنا ظلها. نحمده بمحامده التي لانملها ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادةً أشرق مستهلها ونشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي ختمت به أنبياؤها ورسلها وبعثه الله للأرحاميبلها وللأولياء يجلها وللأعداء يذلها ولسيوف النصر من الغمود يسلها صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ماشد على مطيةٍ رحلها وولي المراتب أهلها وسلم تسليماً مثيراً. وبعد فإن خزائن ملكنا الشريف مستودع كل ثمين وممالكنا المعظمة لا تعدق إلا بالثقة الأمين ومتاج خواصنا الشريفة لايثنمرها إلا من رأيه يعضد قلمه في اليمين والمتجر المحروس لايقوم بنماء محصوله إلا من له حزم سديد وعزم متين ونظر الخواص هو الذروة العالية فمرتقيها على كل مايعترضه معين. ولما كان فلان هو المختار على يقين والمخطوب لهذا المنصب ليزيده في التحسين والتحصين والذي إن نظر في القليل عاد كثيراً بالألوف والمئين فإن دبر تدبيراً حفظ وحرس وصين وضبط في حسن الاعتماد بلغ إلى الصين وإن توجه إلى الثغر المحروس تفجر له عن أمواله الجمة وأخرج له من فاخر الحلل ماحسن راقمه رقمه وصدر عنه إلى أبوابنا الشريفة بالتحف المثمنة والحمول التي أوقرت السفن في النيل والإبل في السيبل فأزال الغمة وأنار الأمور المدلهمة ونشر ماطواه لدينا فشكرناه له ماتقدم مما أتمه. فلذلك رسم بالأمر الشريف. فليباشر هذا المنصب الكريم بتدبير يصلح الفاسد وينفق الكاسد ويكبت الحاسد ويكثر الأموال ويسعد الأحوال ويثمر الذخائر ويسر السرائر ويوفرحاصل الجواهر ويكثر التحف من كل صنف فاخر ويوفي المهمات الشريفة حقها في الأول والآخر وينشر التشاريف كالأزاهر. وليختر الأمناء الثقات وليحرر كل منهم الميقات وليبع لخاصنا الشريف ويشتر بالأرباح في سائر الأوقات وليتلق تجار الكارم الزاردين من عدن باستجلاب الخواطر وبسط المنن ونشر المعدلة عليهم ليجدوا من ايمن مالم يجدوه في اليمن وكذلك تجار الجهة الغربية الواردين إلى الثغر المحروس من أصناف المسلمين والفرنج: فليحسن لهم الوفادة وليعاملهم بالمعدلة المستفادة فإن مكاسب الثغر منهم ومن الله الحسنى وزيادة والوصايا كثيرة وهو غني عن الإعادة وملاكها تقوى الله فلقتف رشاده وليصلح ملآبه ومعاده ولايتدنس بأقذار هذه الدنيا فإنها جمرة وقادة والله تعالى يحرس إرفاقه وإرفاده بمنه وكرمه!: بعد الخط الشريف أعلاه الله تعالى أعلاه إن شاء الله تعالى. أصحاب التواقيع الوظيفة الثانية نظر الجيش وقد تقدم في الكلام على ترتيب وظائف الديار المصرية أن موضوعها التحدث في الإقطاعات بمصر والشام والكتابة بالكشف عنها ومشاورة السلطان عليها وأخذ خطه وقد تقدم ذكر ألقابه في جملة الألقاب في الكلام على مقدمات الولايات في هذا الفصل وتقدم ذكر مايكتب في طرة تقليده في الكلام عن التواقيع. وهذه نسخة توقيع بنظر الجيش: الحمد لله الذي عدق بالأكفاء مصالح الجنود وصرف أقلامهم فيما تقطعه من الجود واجتبى لمراتب السيادة من تحمده الأقلام في العطايا البيض والسيوف في الخطوب السود. نحمده وهو المحمود ونشكره شكراً مشرق الميامن والسعود ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة عذبة الورود يجد المخلص بركتها يوم العرض وبعد فإن أجل رتب هذه الدولة الشريفة مرتقى وأجملها منتقى وأكرمها هادياً حلى بعقد السيادة مفرقاً رتبة محكمنا مرتقيها في أرزاق الجيوش الذين هم حماة الدين وأنصاره ولهم رواح الظفر وابتكاره ولهذا لايحظى بتسنمها إلا من علا مقداراً وشكرت الدولة الشريفة له آثاراً وجيبت عليه السعادة أثوابها وأوكفت عليه سحابها وأنزلته ساحاتها ورحابها وغدت لأحاديث عليائه تروي وحمده الميسور والمنشور والمطوي. ولما كان فلان هو الذي نمت مآثره وكرمت مفاخره واستوت على العلياء مظاهره وشكر استبصاره وحياطته وكمل سلوكه منهج الفخار وجادته وأحصى الجنود عدداً وإن كاثروا النجوم مدداً وأحاط بالأرض المقطعة فلم تكن نواحيها عنه ممتنعة ولم يغادر منها شيئاً إلا أحصاه واتبع سبب مراضينا حتى بلغ أقصاه فالعلم يثني عليه والعلم والحرب والسلم يشكرانه لمناسبة نظره القرطاس والقلم - اقتضى حسن الرأي الشريف أن نرقيه هضبةً سامية العلى فلذلك رسم بالأمر الشريف أن يفوض إليه نظر الجيش. الخ. فليباشر هذه الوظيفة المباركة وليحل ذراها الأسمى وليجمل اطلاعه على الجيوش المنصورة حتى لايغادر منها اسماً لتغدو مصالحها وريقة الغراس باسقة وعقودها نفيسة الفرائد متناسقة وليجر نظره المبارك فيما صرفناه فيه آخذاً بيمن السداد من فعله وحسن التنففيذ من فيه ملزماً من تحت نظره بإتقان ماهم بصدده من العروض والأمثلة حتى تغدو لديه ممثلة محرراً للإقطاعات وعلم خفاياها فيما نهبه ونقطعه ونصله ونقطعه والمقايضات وإن اختلفت والإفراجات وإن اكتنفت والمغلات الآتية والأخرى التي سلفت ومايخص المتصل ومن فعل المنفصل والمتحصل والعبرة والخاص والعدة لذوي الإمرة ومنها مصري لاغنى عن تحريره وشامي يفتقر إلى الإتقان في قليله وكثيره ولينظر فيمن له جامكيه أو إقطاع مجزل وكلاهما في دولتنا سماك: هذا رامح وهذا أعزل. هذه وصايا جمه وأنت غني عن أن يستقصي القلم ذكرها أو يتمه والله تعالى يجمل به رتبه ويبلغه أربه ويرفع عليه لواء المجد وعذبه بعد العلامة الشريفة أعلاها الله تعالى أعلاه إن شاء الله تعالى. وهذه نسخة توقيع بنظر الجيش: الحمد لله الذي أعز الجيوش المنصورة وجز أعناق العدا بالسيوف المشهورة وهز ألوية التأييد المنشورة وجعل الجحافل مشرفةً وأجنحتها خافقةً وساقتها محدقةً وقلوبها مسرورة. نحمده بمحامده المذكورة ونشهد أن لا إله غلا الله وحده لا شريك له شهادة مأثورة موصولةً غير مهجورة ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي أبطل من الشيطان غروره وصان للإسلام حوزته وثغوره وسن لأمته الاستخارة والمشورة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاةً نورت من الليل ديجوره وكثرت لقائلها أجوره وسلم تسليماً كثيراً. وبعد فإن أحوال جيوشنا يتعين حسن النظر في أمرها والقيام بمواد نصرها وإسعافها بناظر يحرر جهات أرزاقها ويضبطها مخافة افتراقها ويأمر بنظم جرائد أسمائهم واتفاقها ويتقن الحلى ويبين يوم العرض محله في ارتقاء العلى ويصون المحاسبات لكل منفصل ومتصل من الحلل ويسرع في الدخول والخروج مايصل به لك حقه عن استحقاق الأجل. ولما كان فلان هو الممدوح بألسنة الأقلام والرئيس بين الأنام والمشكور بين أرباب السيوف وذوي الأقلام والمأمون فيما يعدق به من مهام والعزيز المثال والسائر بمجده الأمثال والمنشور فضله في كل منشور والظاهر أثره وتحرير في الديوان المعمور والذي شكرته المملكة الشريفة فهو من صدورها في الصدور. فلذلك رسم بالأمر الشريف. الخ فليباشر نظر هذا المنصب السعيد بأمانة تحفظ أرزاق العساكر وتجلو الظلام العاكر وليحرر جرائد التجريد وليصن العدة الكاملة من التبديد ولتكن أوراق البياكر نصب عينيه حتى إذا طلبت منه أحضرها محررة وإذا وقع فيهم حركة كانت أقلامه غير مقصرة وليرغب في اقتناء الثناء حتى يصبح عنده منه جملة من الألوف وليكن للأمانة والنصح نعم الألوف وليتق الله مع أصحاب السيوف وليستجلب خواطر أرباب الصفوف وليجعل به براً في كل أرض يطوف وتقوى الله فهي السبيل المعروف فلينعم بجنتها الدانية القطوف وليلبس بردتها الضافية السجوف والله تعالى من المخوف بمنه وكرمه!. وهذه وصية ناظر جيش أوردها في التعريف قال: وليأخذ امر هذا الديوان بكليته ويستحضر كل مسمى فيه إذا دعي باسمه وقوبل عليه بحليته وليقم فيه قياماً بغيره لم يرض وليقدم من يجب تقديمه في العرض وليقف على معالم هذه المباشرة وجرائد جنودنا ماتضحي له من الأعلام ناشرة وليقتصد أمر كل ميت تأتي إليه م ديوان المواريث الحشرية ورقة وفاته أو يخبره به مقدمه أو نقيبه إذا مات معه في البيكار عند موافاته وليحرر ماتضمنته الكشوف ويحقق مايقابل به من إخراج كل حال على ماهو معروف حتى إذا سئل عن أمر كان عنه لم يخف وإذا كشف على كشف أظهر ماهو عليه ولاينكر هذا لأهل الكشف وليحترز في أمر كل مربعة ومافيها من الجهات المقطعة وكل منشور يكتب ومثال عليه جميع الأمر يترتب ومايثبت عنده وينزل في تعليقه ويرجع فيه إلى تحقيقه وليعلم أن وراءه من ديوان الاستيفاء من يساوقه في تحرير كل إقطاع وفي كل زيادة وأقطاع وفي كل ماينسب إليه وإن كان إنما فعله بأمرنا المطاع فليتبصر بمن وراءه وليتوق اختلاق كل مبطل وافتراءه وليتحقق أنه هو المشار إليه دون رفقته والموكل به النظر والمحقق به جملة جندنا المنصور من البدو والحضر. وإليه مدارج الأمراء فيما تنزل وأمر كل جندي له ممن فارق أو نزل وكذلك مساوقات الحساب ومن يأخذ بتاريخ المنشور أو على السياقة ومن هو في العساكر المنصورة في الطليعة أو في الساقة. وطوائف العرب والتركمان والأكراد ومن عليهم تقدمة أو يلزمهم روك بلاد أو غير ذلك مما لايفوت إحصاؤه القلم وأقصاه أو أدناه تحت كل لواءٍ ينشر أو علم فلا يزال لهذا كله مستحضراً وعلى خاطره محضراً لتكون لفتات نظرنا إليه دون رفقته في السؤال راجعة وحافظته الحاضرة غنيةً عن التذكار والمراجعة. أصحاب التواقيع الوظيفة الثالثة نظر الدواوين المعبر عنها بنظر الدولة وقد تقدم في الكلام على ترتيب وظائف الديار المصرية أن موضوعها التحدث في كل مايتحدث فيه الوزير وأن كل ماكتب فيه الوزير يكشف مثلاً كتب فيه يكشف عما رسم به ونحو ذلك. وتقدم ذكر ألقابه في الكلام على مقدمات الولايات من هذا الفصل وتقدم ذكر مايكتب في طرة توقيعه في الكلام على التواقيع. وهذه نسخة توقيع بنظر الدواوين كتب له لتاج الدين بن سعيد الدولة وهي: الحمد لله الذي خص من أخلص في الطاعة من آلائنا بحسن النظر وأجنى من غرس في قلبه أصل الإيمان من عوارف أيامنا الزاهرة يانه الثمر ورفع من استضاء في دولتنا القاهرة بأنوار الهدى من حجول الرتب إلى مكان الغرر وأظهر لوامع السعادة من نعمنا على من أضاءله الرشد فرآه بعين البصيرة قبل البصر. ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة خهي أرفع مايقتنى وأنفع مايدخر وأفضل مانجت له الفرقة الموحده وهلكت به الفرق الأخر ونشهد أن محمداً عبده ورسوله أشرف البشر وأرأف البدو والحضر والمبعوث إلى الأمم كافةً لما قضاه الله تعالى من سعادة منآمن وشقاوة من كفر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الميامين الغرر صلاةً دائمة الورد والصدر باقية العين والأثر وسلم تسليماً كثيراً. وبعد فإن أولى من خصه برنا بالنظر الحسن وشمله كرمنا من الرتب بما يهجر في بلغوغ مثله الوسن واشتمل عليه معروفنا بما يجعل يراعه في مصالح الدولة القاهرة جميل العبارة حسن اللسن من سمت به نفسه إلى سعادة الآخرة فأتته سعادة الدنيا تابعة وسلك في مراضي الدولة القاهرة طريق الإخلاص فغدت لكل خير حاويةً ولكل يمن جامعة كمع كفاءةٍ جاءت المناصب على قدر ومعرفةٍ مالحظت المصالح بأقرب نظر إلا نمت الأموال وبدرت البدر وخبرةٍ مااعتبرت فيها محاسن سيرته في كل مايباشره إلا صغر خبرها الخبر ونزاهةٍ سلكت في كل مايليه أحسن المسالك وعفة ٍ رفعته من الرتب الديوانية إلى مفارقها ولارتبة للتاج إلا ذلك. ولما كان فلان هو الذي اجتنى من إحسان الدولة القاهرة بالطاعة أفضل الجنى وفازمن عوارفها العميمة بجميل المخالصة مازاد على المنى وانتمى من أدوات نفسه إلى كمال المعرفة والعفة وهما أفخر مايدخر للرتب الجليلة وأنفس مايقتنى وعني من أسباب استحقاقه المناصب بما اقتضى إحسان الدولة القاهرة أن يحتفل بتقديمه وأن يعتنى. فلذلك رسم أن يفوض إليه نظر الدواوين المعمورة: فليباشر ذلك محلياً هذه الربتة بعقود تصرفه الجميل ومجلياً في هذه الحلبة بسبق معرفته الذي لا يحتاج إلى دليل ومبيناً من نتائج قلمه ممايبرهن على أنه موضع الاختيار ومن كوامن اطلاعه مالايحتاج إلى برهان إلا إذا احتاج إليه النهار فلا يزال فرع يراعه في روض المصالح مثمراً وليل نقسه في ليل الأعمال مقمراً وحسن نظره إلى ماقرب ونأى من المصالح محدقاً ولسان قلمه لما دق من أمور الأقاليم محققاً ورسم خطه لما يستقر في الدواوين المعمورة مثبتاً ووسم تحريره لما يجتبى من غروس المصالح منبتاً ولدر أخلاف الأعمال بحسن الاطلاع محتلباً ولوجوه الأموال بإنفاق التوجه إلى تثميرها إن أقبلت مجتلياً وإن أعرضت مختلباً فإن الأمور معادن يستثيرها التصرف الجميل ومنابت ينميها النظر الجلي والإتقان الجليل. وملاك كل أمر تقوى الله تعالى فيجعلها إمامه ويتخيلها في كل حالٍ أمامه والله تعالى يوفقه يمنه وكرمه! قلت: وربما أضيف إلى نظر الدواوين المعمورة نظر الصحبة الشريفة الآتي ذكرها وكتب بها جميعاً لشخص واحد. وهذه نسخة توقيع بها جميعاً كتب لها لتاج الدين بن سعيد الدولة على إثر إسلامه من إنشاء الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي وهي: الحمد لله الذي خص من أخلص في الطاعة من آلائنا بحسن النظر وأجنى من غرس في قلبه أصل الإيمان من عوارف أيامنا الزاهرة يانع الثمر ورفع من استضاء في دولتنا القاهرة بأنوار الهدى من حجول الرتب إلى مكان الغرر وأظهر لوامع السعادة من نعمنا على من أضاء له الرشد فرآه بعين البصيرة قبل البصر. نحمده على إحسانه الذي عمر وامتنانه الذي بهر وفضله الذي عم كل من زظهر له الهدى ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادةً هي أرفع مايقتنى وأنفع مايدخر وأوضح مانجت له الفرقة الموحدة وهلكت به الفرق الأخر ونشهد أن محمداً عبده ورسوله أشرف البشر وأرأف البدو والحضر والمبعوث إلى الأمم كافة لما قضاه من سعادة من آمن وشقاوة من كفر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الميامين الغرر صلاةً دائمة الورد والصدر باقية العين والأثر وسلم تسليماً كثيرا. وبعد فإن أولى من خصه برنا بالنظر الحسن وشمله كرمنا من الربت بما يهجر في بلوغ مثله الوسن واشتمل عليه معروفنا بما يجعل يراعه في مصالح الدولة القاهرة جميل العبارة حسن اللسن من سمت به نفسه إلى سعادة الآخرة فأتته سعادة الدنيا تابعة وسلك في مراضي الدولة القاهرة طريق الإخلاص فغدت لكل خيرٍ حاوية ولكل يكممن جامعة مع كفاءةٍ جاءت المناصب على قدر ومعرفةٍ مالحظت المصالح بأقرب نظرٍ إلا نمت الأموال وبدرت البدر وخبرةٍ مااعتبرت فيها محاسن سيرته في مباشرةٍ إلا صغر خبرها الخبر ونزاهةٍ سلكت به في كل مايليه أحسن المسالك وعفةٍ رفعته من الرتب الديوانية إلى غررها ولارتبة للتاج إلا ذلك. ولما كان فلان هو الذي اجتنى من إحسان الدولة القاهرة بالطاعة أفضل الجنى وفاز من عوارفها العميمة بجميل المخالصة مازاد على المنى وانتمى من أدوات نفسه إلى كمال المعرفة والعفة وهما أفخر مايدخر للرتب الجليلة وأنفس مايقتنى وعني من أسباب استحقاقه المناصب والرتب بما اقتضى إحسان الدولة القاهرة أن يحتفل بتقديمه وأن يعتنى - فلذلك رسم بالأمر الشريف أن يفوض إليه نظر الدواوين المعمورة ونظر الصحبة الشريفة. فليباشر ذلك محلياً هذه الرتبة بعقود تصرفه الجميل ومجلساً في هذه الحلبة بسبق معرفته التي لاتحتاج إلى دليل ومبيناً من نتائج قلمه مايبرهن على أنه موضه الاختيار ومن كوامن اطلاعه مالايحتاج إلى برهان إلا إذا احتاج إليه النهار فلا يزال فرع يراعه في روض المصالح مثمراً وليل نقسه في ليل الأعمال مقمراً وحسن نظره إلى ماقرب ونأى من الصمالح محدقاً ولسان قلمه لما دق وجل من أمور الأقاليم محققاً ورسم خطه يستقر في الدواوين المعمورة مثبتاً ووسم تحريره لما يجتنى من غروس المصالح منبتاً ولدر أخلاف الأعمال بحسن الاطلاع محتلباً ولوجوه الأموال بإنفاق التوجه إلى تثميرها إن أقبلت مجتلياً وإن أعرضت مختلباً فإن الأمور معادن يستثيرها التصرف الجميل ومنابت ينميها النظر الجلي والإتقان الجليل وملاك كل أم رتقوى الله تعالى فليجعلها إمامه ويتخيلها في كل وقت أمامه والله تعالى يوفقه بمنه وكرمه والخط الشريف أعلاه الله تعالى أعلاه. أصحاب التواقيع الوظيفة الرابعة نظر الصحبة وموضوعها أن صاحبها يتحدث مع الوزير في كل مايتحدث ويشاركه في الكتابة في كل مايكتب فيه ويوقع في كل مايكتب فيه للوزير. وهذه نسخة توقيع بنظر الصحبة كتب به للشريف شهاب الدين نتاظر الصحبة من غنشاء الشهاب محمود الحلبي وهو: الحمد لله الذي جعل الشرف حيث حل ركابنا مصاحباً وأطلع ببفضل في أفق خدمتنا من أولياء دولتنا شهاباً ثاقباً وعدق النظر في صحبتنا بمن لم يزل لمصالحنا ملاحظاً ولأوامرنا مراقباً وفوض أمور مباشرة حال من اجتهد أو قصر في خدمتنا إلى من لم يزل بنفسه في واجب الطاعة منافساً وعلى فرض الموالاة محاسباً. نحمده حمد من أجمل في أوليائنا نظراً وخص بالنظر في صحبتنا من اختبرت خدمته فتساوت في الطاعة والمناصحة سفراً وحضراً واعتمد في ملاحظة مباشري مايمر عليه من ممالكه على من لايهمل له حقاً ولايحدث له ضرراً. ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادةً لاتزال جيوشنا لإعلاء منارها مجهزة وسرايانا إلى مقاتل جاحديها البارزة مبرزة ووعود النصر على من ألحد فيها لنا معجلة وعلى أيدينا منجزة ونشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أنهضنا الله منن جهاد أعداء دينه بما فرض وأيقظنا لرفع أدقار أهل بيته فلم يقصر بأحد منهم في أيمنا أمل ولابعد عليه غرض وخصنا منهم بمن تمسك بجوهره الأعلى فلم يتعرض من من هذا الأدنى إلى عرض صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين مامنهم إلا من يكاد يمسكه عرفان راحته وإلا المؤثر طاعة الله ورسوله وأولي الأمر على راحته صلاةً دائمة الاتصال آمنة شمس خلودها من الغروب والزوال وسلم تسليماً كثيرا. وبعد فإن أولى من اخترناه لصحبتنا الشريفة على علم وأعددناه لمهماتنا الكريمة لما فيه من تسرع إدراك وتثبتٍ في حكم وبسطنا له فيما عدقناه به من ذلك لساناً ويداً وحفظنا به ال وال من وصول مسترق السمع إليها ولما كان فلان هو الذي اجتنى من إحسان الدولة القاهرة بالطاعة أفضل الجنى وفاز من عوارفها العميمة بجميل المخالصة مازاد على المنى وانتمى من أدوات نفسه ونسبه إلى كمال المعرفة والعفة وهما أفخر مايدخر للرتب الجليلة وأنفس مايقتنى وعني من أسباب استحقاقه المناصب والرتب بما اقتضى إحسان الدولة القاهرة أن يحتفل بتقديمه وأن يعتنى. فلذلك رسم بالأمر الشريف أن يفوض إليه نظر الصحبة الشريفة. فليباشر ذلك محلياً هذه الرتبة بعقود تصرفه الجميل ومجلياً في هذه الحلبة بسبق معرفته التي لاتحتاج إلى دليل ومبيناً من نتائج قلمه مايبرهن على أنه موضع الاختيار ومن كوامن اطلاعه مالايحتاج إلى برهان إلا إذا احتاج إليه النهار فلا يزال فرع يراعه في روض المصالح مثمراً وليل نقسه في ليل الأعمال مقمراً وحسن نظره إلى ماقرب ونأى من المصالح محدقاً ولسان قلمه لما دق وجل من أمور الأقاليم محققاً ورسم خطه لما يستقرفي الدواوين المعمورة مثبتاً ووسم تحريره لما يجتنى من غروس المصالح منبتاً ولدر أخلاف الأعمال بحسن الاطلاع محتلباً ولوجوه الأموال بإنفاق التوجه إلى تثميرها إن أقبلت مجتلياً وإن أعرضت مختلباً فإن الأمور معادن يستثيرها التصرف الجميل ومنابت ينميها النظر الجلي والاتقان الجليل وملاك كل أمر تقوى الله تعالى فيجعلها إمامه ويتخيلها في كل حال أمامه والله تعالى يسدده ويوفقه يمنه وكرمه! إن شاء الله تعالى. قلت: وربما أضيف إلى نظر الصحبة نظر الدواوين الشريفة وحينئذ فيحتاج الكاتب أن يأتي في براعة الاستهلال بما يقتضي الجمع بينهما ويورد من الوصايا مايختص بكل منهما. والكاتب البليغ يتصرف في ذلك على وفق مايحدث له من المعاني ويسنح له من الألفاظ. أصحاب التواقيع الدرجة الثانية ما يكتب في قطع الثلث من تواقيع أرباب الوظائف الديوانية بالحضرة بالديار المصرية مايكتب في قطع الثلث: بالمجلس السامي بالياء مفتتحاً بالحمد لله إن قصد تعظيم المكتوب له على ماهو الأكثر أو بأما بعد حمد الله جريا على الأصل لما يكتب في قطع الثلث على ما تقف عليه في النسخ وتشتمل على وظائف: أصحاب التواقيع الوظيفة الأولى كتابة الدست والمراد دست السلطنة. وقد تقدم الكلام عليها في مقدمة الكتاب في الكلام على ديوان الإنشاء وتقدم في الكلام على ترتيب وظائف الديار المصرية أن موضوعها أن يجلس أصحابها بدار العدل أيام الكواكب خلف كاتب السر ويقرأون القصص على السلطان بعد قراءة كاتب السر ويكتبون عليها بما تقتضيه الحال بعد إشارة السلطان بالكتابة ثم يحمل ما يكتبون عليه من القصص إلى كاتب السر فيعينها. وأن هذه الوظيفة كانت من أجل الوظائف وارفعها قدراً منحصرةً في عددٍ قليل نحو الثلاثة فما حولها ثم وقع التساهل في أمرها ودخل فيها العدد الكثير حتى جاوز العشرين وبقيت الرياسة فيهم لعدد مخصوص منهم وقنع الباقون بالاسم. وقد تقدم ذكر طرة توقيعه في الكلام على التواقيع. وهذه نسخة توقيع بكتابة الدست وهي: الحمد لله الذي فضل الكرام الكاتبين وأحيا بفضائل اللآخرين الأولين الذاهبين وأنزل في القصص نحمده وهو المحمود المعين ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة قومٍ مخلصين ونشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين ورسول رب العالمين والشافع من المذنبين من المؤمنين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاةً باقيةً إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً. وبعد فإن العدل الشريف دار جدرانها الأمر المطاع وأبوابها الخير الذي لايضاع وسقفها الرحمة والاتضاع وصدرها الإحسان المديد الباع وصحنها الأمن والسرور فلا يخاف أحد فيه ولايراع وجلساؤها الكابتون عارضو الرقاع وهم معدن الصدارة وموطن الكتابة والكناية والإشارة وأقلامهم تأتي بحسن التشبيه والاستعارة وتطرز حواشي الرقاع بوشيٍ بادي الإنارة مااختير أحدهم للجلوس في دسته إلاوقد أرضى من اختاره وتميز بحسن السمت والوفاء والوقار والشارة. ولما كان فلان هو الذي له في السؤدد أصل عريق وفي الفضائل له قلم مطيق وفي البلاغة له لسان منطيق وإذا دبج قرطايه فهو للروض شقيق ونباته الجوهر لا الآس والشقيق وأصبح للجلوس في الدست الشريف أهلاً على التحقيق. فلذلك رسم أن يستقر في كتابة الدست. الخ فليحل هذا الدست الشريف مبهجاً ببيانه مثلجاً بنور يده ولسانه قارئاً من قصص الناس وظلاماتهم في إيوانه كل شيءٍ في أوانه لايكتم ظلامةً مكتوبة في وقعه بل يعرف ملكه بها ويبلغها سمعه فإنه في هذا المحل أمين والأمين محل النصح والخير والرفعة وإذا وقع فهو مأمور فليأت بما يبهج الصدور ويشفي غليل الشاكي بلفظه الزاكي والوصايا كثيرة لكن سنلمك ببعضها الحاكي وهو تقوى الله فهي تاجها المجوهر وبدرها المنور وكوكبها الأزهر والله تعالى يمتعه بالفضل الذي لايحول ولايتغير بمنه وكرمه! إن شاء الله تعالى. وهذه نسخة توقيع من ذلك أيضاً وهي: الحمد لله الذي أفاض على الأولياء من فضله وأهمى عليهم من مواهبه مايقصر عنه الغمام في وبله وطله ومنح دست الملك الشريف من الألفاظ المجيدة والفضائل المفيدة. نحمده على نعمه التي أجزلت إحسانها وأجملت امتنانها وبزغت مزهرةً فقدمت من الدولة أعيانها ونشكره على عوارفه التي ألقي لأهل الثناء عننها ورحب لذوي البيوت صدرها وفض عنوانها. ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادةً تشهد القلوب إيمانها ويدخر القائل لها ليوم المخاف أمانها ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي أظهر الله به الشريعة المطهرة وأبانها وشرف به هذه الأمة ورفع على جميع الأمم شانه وبعثه رحمةً إلى كافة الخلق فأقام بمعجزاته دليل الهداية وبرهانها وأطفأ بنور إرشاده شرر الضلالة ونيرانها صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين مامنهم إلا من نزه نفسه النفيسة وصانها وسلك في خدكته وصحبته الطريقة المثلى فأحسن إسراره أموره وإعلانها صلاةً دائمةً باقيةً تجمل بالأجور اقترانها وسلم تسليماً كثيرا. وبعد فإنه لما كانت وظيفة توقيع الدست الشريف من أجل الوظائف وأسناها وأنفسها وأعلاها وأجملها وأبهاها القائم بها سفير الرعية إلى الملك في حاجتهم وترجمان معرب عن شكايتهم وكاشف أحسن ناشر عن ظلامتهم جالس على بساط الأنس بقرب الحضرة منفذ نهي مليكه وأمره مبلغ ذا الحاجة من إنعامه جوده وبره - تعين أن يندب رئيس وابن رئيس وجوهر بحرٍ نفيس ذو أصل في السؤدد عريق ولسانٍ في الفضائل طليق وقلم حلي الفاضل على التحقيق وكان المقر العالي الفلاني هو المشار إليه بهذه الأولوية والمراد من سطور هذه المحامد اللؤلؤية فلذلك رسم بالأمر العالي أن يستقر المشار إليه في وظسفة توقيع الدست الشريف عوضاً عن فلان بحكم وفاته. فليباشر ذلك مباشرة تشكر مدى الزمان وتحمد في كل وقتٍ وأوان وليدبج المهارق بوشي يفوق قلائد العقياىن وليملأ بالأجور لنا صحفاً بما يوحيه عنا من خيراتٍ حسان ونحن فلا نطيل له الوصايا ولانحليه بها فهي له سجايا مع ماأدبه به علمه الجم وعمله الذي ماانصرف إلى شيء إلا تم ويجمعها تقوى الله تعالى وهي عقد ضميره وملاك أموره ومابرح هو وبيته الكريم مصابيح أفقها ومفاتيح مغلقها ولهم حدد ملابسها وللناس فواضل مخلقها والله تعالى يزيده من إحسانه الجزيل ونعمه التي يرتدي منها كل رداءٍ جميل ويمتعه بإمارته التي ماشكر بها إلا قال أدباً: حسبنا الله ونعم الوكيل والاعتماد في مسعاه على الخط الكريم. أصحاب التواقيع الوظيفة الثانية نظر الخزانة الكبرى وقد تقدم في الكلام على ترتيب وظائف الديار المصرية أن هذه الوظيفة كانت كبيرة الموضع من حيث إنها مستودع أموال المملك إلى أن حدثت عليها خزانة الخاص فانحطت رتبتها حينئذ وسميت الخزانة الكبرى باسمٍ هو أعلى منها وأنه لم يبق فيها سوى خلع تخلع وتصرف أولاً فأولاً. وقد تقدم مايكتب في طرة توفيع ناظرها. وهذه نسخة توقيع بنظر الخزانة: الحمد لله الذي جعل الخزائن لذخائرنا كهوفاً وملابس إقبالنا سنوفاً ومواهبنا تجزل عطاءً ومعروفاً وإقبالنا على محسن التدبير ومجمل التأثير عطوفاً وأيدينا في إسكان جنتها قطوفاً. نحمده حمداً مألوفاً ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادةً أوضحت معروفاً ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي أزال مخوفاً وأقام الصلاة والجهاد صفوفاً وشهر على العدا عند تأييد الهدى سيوفاً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ماسدل الليل سجوفاً وسلم تسليماً. وبعد فإن الملك الشريف له تحف مصونة وذخائر مكنونة وأصناف حسان في خزائننا مخزونة وجواهر عالية القيمة ثمينة لايقوم عليها إلامن لايمد عين عفافه إلى المال وإن كثرت آلافه وولج لجة هذه الذخائر ولم تلم بالبلل أطرافه وهو فلان: العريق في انتسابه الوثيق انتماؤه إلى فضل الله وجنابه النقي ثوب عرضه التقي بتمسكه بسنته وفرضه الوفي نظره بغضه المستمسك بجمبع الخير دون بعضه من بيت السيادة ومن هو من بيت السيادة فالسؤدد نجم سمائه وطود أرضه. فللك رسم بالأمر الشريف أن يستقر. فليباشر هذه الوظيفة بعمل ونية متسلماً ذخائر هذا الخزانة العلية وأمورها وأحوالها وتفصيلها وإجمالها وحمولها وأحمالها وحللها المرقومة وذخائرها المعلومة وجواهرها المنظومة وأكياسها المختومة وصناديقها المركومة ماعن علمه فيها شيء خاف وصونه لها كاف وأمر الله بين النون والكاف. وليعلم أن خزائننا تصب فيها سحائب التحف والأموال والأصناف من سائر الممالك والمدن والثغور والأطراف ومنها يخرج بجهاز مواهبنا وإنعامنا للأولياء الأشراف وإنما هي لمصالح المسمين في الجمع والائتلاف وتقوية أهل الطاعة على أهل الاختلاف فليضبط ماتطلقه وإن كانت الأقلام لا تستطيع ذلك لكثرة الإسعاف ولتكن التشاريف المثمنة الكاملة حاصلة بمناطقها المجوهرة الهائلة وطرزها الطائلة وتعابيها الفاضلة حتى إذا أنعمنا منها على أحدٍ بشيءٍ يأيت بحموله وقد حمد فاعله. والوصاياكثيرة وتقوى الله نظام عقدها وغمام رفدها وزمام مجدها وتمام سعدها فليكن متلفعاً ببردها متضوعاً بندها وهو غني عن الوصايا ومدها والله تعالى يؤيد حركاته في قصدها والخط الشريف أعلاه حجة بمقتضاه إن شاء الله تعالى. وهذه وصية لناظر الخزانة أوردها في التعريف وليملأ بنظره صدور الخزائن وليجمع فيها أشتات المحاسن وليعد فيها كل مايدخر للإنفاق ويحتفظ به للإطلاق ويحصل مايضاهي البحر بالتفريع والتأصيل والجمل والتفاصيل ومالايوزن إلا بالقناطير ولايحصي منه ملء الأساطير ومايهيأ من التشارف الشريفة التي تباهي أشعة الشموس بلمعها وتحاسن وشائع الروض بخلعها ومافيها من مخلقات ألوانٍ لاتماثل بتصوير ولايظنها الأولياء إلا الجنة ولباسهم فيها حرير وماتحتوي عليه من عتابي وأطلس ومشربش ومقندس وكل طراز مذهب وباهي وماهومن ذهب أو له يضاهي وكل مايتشرف به صاحب سيف وقلم ويعطى إنعاماً أو عند أول استخدام في خدم وماهو مع هذا من أنواع المستعملات والنواقص والمكملات ومايحمل من دار الطراز ويحمد مما يأتي من المبتاع من بز وبزاز وماهو مرصد للخزانة العالية من الجهات التي يحمل إليها متحصلها لينفق في أثمان المبيعات ومايستعمل ومايعلم منه بالطرز ويعمل وبقية ما يدخر في حواصلها من مال بيت المال الذي يحمل وذلك كله فهو الناظر عليه والمناظر عنه مما خرج من عنده ووصل إليه والمحاجج عنه بالمراسيم التي تشك للحفظ وتنزل لديه فليراع ذلك جميعه حق المراعاة وليحرر قدر ماينفق من الأثمان وقيمة المبيعات ولحترز فيما يزكي بعضه بعضاً من شهادة الرسائل المكتتبة إليه بالحمول ومايكتب بهامن الرجعات وليعر المعاملين من نظره مالايجدون معه سبيلاً ولايقدرون معه على أن يأخذوا فوق قدر استحقاقهم كثيراً ولاقليلاً وليقدم تحصيل كل شيءٍ قبل الاحتياج إليه وويدعه لوقته ولايمثل لديه إلا سرعة الطلب الذي متى تأخر أخر لوقته والأمانة الأمانة والعفاف العفاف فما كان منهما واحد رداء امريءٍ إلا زانه ولولاهما لما قال له الملك إنك اليوم لدينا مكين أمين وسلم إليه الخزانة. الوظيفة الثالثة نظر خزانة الخاص وهي الخزانة التي استحدثت في الدولة الناصرية 0 محمد بن قلاوون 9 عند استحداث وظيفة نظر الخاص وقد انتقل ماكان يحمل إلى الخزانة الكبرى ويصرف منها إلى هذه الخزانة سوى الخلع كما تقدمت الإشارة إليه في الكلام على توقيع ناظر الخزانة الكبرى. وهذه نسخة توقيع بنظر خزانة الخاص كتب به للقاضي شرف الدين محمد بن علاء الدين الجوجري في مستهل شهر رجب الفرد سنة تسع وثلاثين وسبعمائة وهي: الحمد لله الذي زاد بنظرنا الشريف شرف من لمحه من أوليائنا ولحظه وأفاد المستأنف من برنا من عهدنا له الفطره السليمة وتيقنا منه الفكرة واليقظة وأعاد للخلف الكريم وجعلهم على خزائن جودنا العميم: لأنهم العلماء الحفظة وجاد بالطرف من خاص إنعامنا لمن لقلمه عند الإدناء من سرير الملك إنجاز عدة وللسانه عند ارتقاء منبر النسك إبراز عظة. نحمده على أن أجزل لمن عول على شامل كرمنا جزاءه وعوضه ونشكره على أن تطول بنوافل نعمنا لمن قام بعد أبيه بلوزام خدمتنا المفترضة وعكف أعمالنا على بيتٍ مبارك ٍ مامنهم إلا من شمل من إحساننا بالمنح لما بذل لسلطاننا من النصح ومحضه. ونشهد أن لاإله إلا وحده لاشريك له شهادة يودع مصونها في الآرائك المتعلية ويقصطع الشكوك المعترضة ونشهد أن سيدنا محمداً عبده وروسوله الذي عظمت عطايا بذله فالبحار المرتفعة عنها منخفضة وكرمت سجايا فضله فليست بمنتقلة وأبرمت قضايا عدله فليست بمنتضة وعمت البرايا يده البيضاء التي هي بالأرزاق في الآفاق منبسطة وليست عن الإنفاق خشية الإملاق منقبضة صلى الله عليه وعلى آله وصحبة الذين مامنهم إلا من اقرض الله قرضاً حسناً فضاعف له ماأقرضه صلاة تدني لقائلها في الأولى من النعمة والأمان أمله وتؤتيه في الأخرى من الرحمة والرضوان غرضه وسلمه تسليماً كثيرا. وبعد فإن أولى من رفع بإكرامنا إلى رتبة علائه واتفع من مقامنا الشريف باختصاص خدمته وإخلاص ولائه - من شفع مزاياه بجمع أشتات العلوم في أبكاره وآنائه واستودع ذخائر ملكنا المصونة فكان حفيظاً عليماً عند اقترابه منا وإدنائه وصدع القلوب بإيداع وعظه وإبدائه واتبع سبيل والده القويم في الشدة في الحق والتصميم وسلك طريقته التي هداه الله إليها بتوفيقه فأدرك غايته في ابتدائه وقنع بما آتاه الله تعالى فآثرت مكارمنا رفعة محله وتوسعة حبائه وبرع في إتقان الفضائل التي آذنت بإصطفائه واجتبائه ووقع عليه اختيارنا الذي نستخير الله تعالى له في إبرام كل أمرٍ وإمضئه وأجمع عليه رأينا الذي كم أصاب الصواب في تعيين العلماء الأنجاب فنص عليه الاستحقاق بإيجاب الترجيح واقتضائه. وكان المجلس السامي الشرفي هو الذي قدمناه بعد أبيه لشهادة خزائننا الشريفة فشاهدنا من حسن سيره ماأبهج ونظمناه في سلك أولياء الملك فسلك من الخير أقوم منهج ثم أردنا الآن أن هلاله ينتقل إلى رتبة الكمال لما تدرب وتدرج وأعدنا له تام الإقبال حيث شرف دولتنا الأعلى - زاد الله تعالى تأييده - بذكره لدينا وبشكره عندنا يلهج - فاقتضى حسن الرأي الشريف أن هذا النظر الجميل عنه لايخرج وهذا الوقر الجليل لايعدل به عن فرعٍ منجب لأصل طيب أثمر الولاء والدعاء لأيامنا الشريفة وأنتج. فلذلك رسم بالأمر الشريف. الخ لازالت الصدور بصدور أحكامه تثلج والأمور بمرور إنعامه تفضل على الحق الأبلج - أن يستقر في نظر حزانة خاصنا. الخ فلينطلق لسان كلمه بالإخلاص في حمد الخاص والعام من هذا الإكرام الذي بمطارفه تسربل وبعوارفه تتوج وليطلق سنان قلممه في تبييض المصاحف بذكر إنعام المقام الذي هو كالبحر ويفصح عن حمده فهو بحم الله لايتلجلج وليحقق ببيان حمكمه ضبط الأصل والخصم والواصل والحاصل والمحضر والمخرج ولينفق في أوليائنا من عوائد صلات نعمائنا التي تقبضها أيدي ملوك المدائن ببسطٍ ومن بعضها صدور الخزائن تحرج وليسلك سنن أبيه التي بها يستظهر ويفتخر ويستدل ويحتج ويستمسك بسببه الأقوى من الديانة التي بابها من النجاة في الدارين غير مرتج ونترك له تفصيل الوصايا لأنه قرين كفيل ملكنا القوي الأمين ذي الإرشاد والسداد فمع مرافقته في الإصدار والإيراد والتكرار والتعداد لم يحتج والله تعالى يجعل الطروس بذكر تقديمه تحبر وتديج الدروس تنشر وعلومه تعطر وتتأرج بمنه وكرمه إن شاء الله تعالى.
|